المنافسة مفتاح الجودة العالية ، والسعر العادل ، والخدمة الأفضل . فحين نافست موبايلي الاتصالات السعودية ؛ تحسنت الخدمة ، وانخفضت الأسعار ، وتوسعت الشبكة . وقبل أعوام نشبت حرب أسعار بين شركات الألبان ،تهاوت معها الأسعار إلى أن تدخلت وزارة التجارة ...
لقــــد كان إعلان هيئة الطيران المدني منح تراخيص جديدة لشركتي (ناس) و ( سما ) إيذاناً بميــلاد عصر الخصخصة ،وفتح باب المنافسة . فتوقع الناس ؛
أن تتحسن الخدمة ، وتنخفض الأسعار ، وتزداد الرحلات ، وتُحترم المواعيد . فهم يرون أن سبعة عقود من الاحتكار كافية ، وأن الخطوط السعودية ظهر عليها الترهل، وبان تأثرها بعوامل التعرية . فلا بد من التجديد ، وفتح الأجواء للمنافسة ، أملاً في أن يعيد ذلك للسعودية حيويتها ونشاطها . بيد أن الواقع كان مخيباً ...
فلم نجد منافسةً، ولا رغبةً في الخدمة ، ولا تمهيداً للخصخصة ؛ بل قسمت الكيكة بين اللاعبين الثلاث؛ فالمحطة التي تقصدها ناس ، لا تقصدها سما ؛ والتي تقصدها سما ،لا تقصدها الخطوط السعودية ؛ يعني تغير المحتكر فقط . لقد كان الناس مستعدين بأن يقايضوا الخطوط السعودية بأية خطوط أخرى ، وبعد ميلاد ناس وسما قالوا (رحم الله السعودية) ؛ فالسفر على هذين الناقلين بين التأخير والإلغاء ، أو الدمج والتخفيض . إضافة إلى سعر لا يتناسب مع طيران منخفض التكاليف ... ونتيجة لغياب الرقيب، وانتفاء المحاسبة ، دخلت الخطوط السعودية معهما على الخط ؛ فأعلنت بأنها ستخصم 25% من قيمة تذكرة المتأخرين عن السفر! ... علماً بأن هناك هيئة اسمها هيئة الطيران المدني – وهي عضو في المنظمة الدولية للطيران المدني (الإيكاو)- تراقب الأحداث ولم تتدخل !؛ وكان مديرها قد وعد بمراقبة الأسعار، وتقييم الأداء لشركتي (ناس) و(سما) ؛ كما ذكر بأن الراغبين في الحصول على رخصة النقل الدولي ، يجب أن يلتزموا بتطبيق شروط هيئة الطيران المدني . لكنه مع ذلك ؛ منح هاتين الشركتين رخصة النقل الدولي ! ... فلا أدري أيقاضي الناس الخطوط الثلاث عند الهيئة،أم أن الهيئة نفسها تحتاج إلى محاسبة ... فنحن لا نقول بأن( ناس) و (سما ) جمعيات خيرية تقدم خدماتها لدوافع إنسانية بحتة ، لكن إن ارتأتا عدم جدوى الاستمرار، فلتتوقفا بعد أن يؤمن البديل . فمن الظلم أن يسدد المواطن فواتير دراسات فاشلة ، وعيب أن يتخذ طريقاً تمران خلاله إلى العالمية ... إن من المسلمات في العلاقات التجارية ؛ ما يعرف بالشرط الجزائي على من يخل بشروط العقد . ولا أعتقد أن شركة طيران لا يلزمها عقد باحترام مواعيدها ، مالم تكن شركة طيران عائلية . لٌتفتح الأجواء أمام جميع الخطوط للمنافسة ، فالاحتكار حرام شرعاً
http://www.alweeam.com/news/articles...how-id-926.htm