قفزت السعودية في الإصابة بداء السكري إلى مستويات عالية، فاقت في ذلك النسب العالمية، وسجلت في عام واحد ما سجله العالم في عشرة أعوام، وتجاوز انتشاره في غضون 30 عاماً نسبة 24.7 في المئة، وبلغت كلفة علاج المرض غير المباشرة أكثر من 51 بليون ريال سنوياً.
وسجل أول ظهور للمرض قبل 30 عاماً، وبلغت نسبته 2.2 في المئة، وقفز الرقم إلى خمسة في المئة عام 1985، وإلى 12 في المئة عام 1995، ليصل في آخر إحـصائية منـشورة إلى 24.7 في المئة، بحـسب مجلـة «التخصصي» الصادرة عن مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، بعد أن خصصت عددها الأخير لبحث مرض السكري، أسبابه وطرق علاجه.
وأبان مدير المركز الجامعي للسكري في جامعة الملك سعود الدكتور خالد الريعان، أن «داء السكري تجاوز انتشاره عالمياً ما كان معروفاً سابقاً ضمن حدود خمسة في المئة، ليستقر عند سبعة في المئة، أي بمعدل واحد في المئة كل عشر سنوات»، مضيفاً أن «حال المرض في المجتمعات العربية أسوأ بكثير، فمعدل الارتفاع العالمي كل عشر سنوات هو المعدل السنوي في المجتمعات الخليجية». ويستنزف داء السكري 33 في المئة من موازنات الصحة في الدول الأوروبية. ويكلف الولايات المتحدة الأميركية 115 بليون دولار سنوياً. وعلى رغم عدم وجود دراسات ميدانية منشورة في السعودية، إلا أن الريعان يحددها بعد استخدام «طرق حسابية ذات دقة عالية»، بأكثر من خمسة بلايين ريال سنوياً، فضلاً عن أن «الكلفة غير المباشرة للسكري تستنزف نحو 51 بليون ريال سنوياً». وبلغ عدد المصابين بمرض السكري عالمياً في عام 2007، نحو 246 مليون مصاب، ويتوقع أن يصل إلى أكثر من 350 مليوناً في عام 2025، بحسب «الجمعية العالمية لمرضى السكري». وذكر الريعان أن مرض السكري في المجتمع السعودي يتسبب في «39 في المئة من حالات اعتلال الشرايين، ويعاني 12 في المئة من اعتلال الكلي المسبب الأول للفشل الكلوي، ويعاني سبعة في المئة من اضطراب النظر المسبب للعمى، ويعد السبب الرئيس وراء وفاة تسعة في المئة سنوياً، أي بمعدل 200 مريض سعودي».
واعتبر السكري «المسبب الأول لبتر الأقدام في السعودية»، إضافة إلى أنه «مسبب رئيس للإصابة بالاكتئاب، الذي يزيد على 40 في المئة، كما أن 60 في المئة منهم يعانون حالات اكتئاب مزمن».
وأوضح أن «الدراسات كشفت أن المجتمع السعودي يعاني اكتئاباً بصورة أكبر، بسبب النظرة الخاطئة إلى المرض»، مضيفاً أن «67 في المئة من المجتمع ينظر للداء على أنه مرض خطر، يؤدي إلى الوفاة».
وأشار استشاري الغدد الصماء والسكري الدكتور بسام صالح عباس، في بحث نشرته مجلة «التخصصي»، إلى أن المرض «اكتشف قبل ألفي عام قبل الميلاد، ووجد في مخطوطات عربية وصينية، ووصف ابن سينا علاقة المرض بداء الغرغرينا». وأشارت الدكتورة ندى الصحن، إلى «مقاومة الحمل للأنسولين، ما يعرض النساء للسكري». وعرفت سكري الحمل بأنه «ارتفاع نسبةجلوكوز الدم للمرة الأولى أثناء الحمل بسبب مقاومته الأنسولين، ما يعرض بعض النساء للسكري». وأوضحت أن «المقاومة تنبع من إفراز المشيمة لهرمونات يعجز البنكرياس عن إفراز ما يكفي للتغلب على الأنسولين الذي أفرزته الهرمونات»، مضيفة أن «نسبة خطورة تطور مرض السكري عند الأم بعد الحمل تبلغ نحو 20 في المئة».
وسردت العوامل التي تزيد فرص الإصابة، ومنها «تاريخ مرض السكري في الأسرة، وتجاوز سن 25 عاماً، وزيادة الوزن قبل الحمل». وذكرت اختصاصية التغذية العلاجية مي عدنان، أن «العادات الغذائية توسع رقع الإصابة بالسكري»، مشيرة إلى أن «المجتمع السعودي يركز على اللحم والرز، ويهمل الخضراوات، ويفرط في تناول النشويات والحلويات». وأوضحت أن «دراسة أثبتت أن تناول الطعام بسرعة يزيد نسبة السكر في الدم بعد الوجبة».
http://www.k1b1.com/news.php?action=show&id=2660