أنا معجب ببيل غست صاحب (مكروسوفت) بالرغم من أنه كان على قد حاله وأصبح مليارديراً بين ليلة وضحاها إلا أن القناعة كانت تلازمه فقام بتوزيع ثروته الهائلة إلى الجمعيات الخيرية بأمريكا وأفريقيا وغيرهما وأبقى القليل منها لنفسه ، هذا الرجل بما أنه غير مسلم إلاَّ أنه يعمل بمبادئ الإسلام فهو يعرف أن ثروته كبيرة جدا فهو لا يستطيع ان يبلعها كلها أو جزءا منها مهما فعل فى حياته ، وأنه لن يأخذ من حطام هذه الدنيا شيئاً بعد رحيله منها وأن الفقراء والمعوزين أولى بها والأجر والمثوبة عند الله أبقى وأعظم من ثروات وكنوز الدنيا كلها بما فيها من ترف فالإنسان خلق من تراب وسيعود الى التراب مهما طال به الزمن ، وكذلك فعل الممثل (الكمودى) الأمريكى أسمر البشرة عندما تبرع بملايين الدولارات للجمعيات الخيرية بأمريكا . البعض من الأثرياء في بلادنا تركوا من بعد وفاتهم ثروات لا تحصى واستعمل بعض الورثة أجزاء من هذا الإرث بما لا يرضي الله ولا رسوله والله أعلم بما ينوب هذا المُوَرِّثُ عند الله ؟ والبعض من الأثرياء من أصحاب البيوتات العملاقة تركوا إرثا ما زال سببا كبيرا في تعزيز الكراهية والتفرقة بين أبنائهم والشتات لأسرهم بسبب المقاتلة في تقسيم هذا الإرث ، وبعض الأثرياء محرومون من نعمة الصحة والعافية فمنهم مريض بالسكر ومريض بالضغط وبآلام المعدة والقولون وغير ذلك من أمراض نجدهم يأكلون بتقنين محدد وكميات محسوبة وسعيرات معدودة تمنعهم من أن يسترسلوا في الأكل بينما الفقير والغلبان نجده يتمتع بنعم الصحة والعافية يأكل أمامهم بنهم ما يشتهون وهم محرمون منه يأكل هذا الغلبان بكل أريحية نفس وهو ينشد ويغني وآخر انبساط وآخر (سلطنة) فلا يشغل فكره وباله شيء وينام مرتاحاً قرير العين ! وهنا لا تسعف بعض الأثرياء أموالهم بشيء ؟ ولكل ما تقدم نقول لا يبقى للأثرياء إلاَّ ما يقدمون من خير ليوم الحساب وفي حياتهم .
والجمعيات الخيرية فى بلادنا بشتى وسائلها تصرخ وتستغيث هل من معين ؟ وللأسف قد يصلها ما يصلها من تبرعات بعضها لا ترقى الى مستوى ثروة متبرعيها ! وجاءت الأزمة المالية العالمية فكنست في طريقها ما كنست من ثروات البعض منهم ولو تبرعوا بهذا الجزء الذي فقدوه إلى جمعياتنا الخيرية لكان خيراً لهم ولبقي رصيد كبير لهم من الأجر والثواب ينفعهم عند المسير على الصراط المستقيم ولكان الله سبحانه وتعالى قد ألهمهم بأساليب تحمي أموالهم من الضياع!.
أنا من الأعضاء التنفيذيين في لجنة أصدقاء المرضى بالمدينة منذ فترة طويلة ونحن نعاني من شح التبرعات ونسمع (جعجعة) ولا نرى طحينا وطلبنا تمويل أوقاف عمائر ومراكز تجارية تدر على اللجنة لتستمر في أداء رسالتها ولم تردنا تبرعات سوى من المحسن بالمدينة سليمان الأحمدى جزاه الله خير الجزاء فهل من متبرع للجنة أصدقاء المرضى بالمدينة بلد الرسول صلى الله عليه وسلم فيتضاعف أجره عشرات المرات .
http://al-madina.com/node/104997