المشروبات الغازية عبارة عن ماء محلى يحتوي على مواد كربونية ونكهات خاصة. تتم اضافة السكريات الطبيعية مثل السكروز او السكريات الصناعية مثل الاسبارتام حيث تفوق تلك المادة 200 مرة المادة الطبيعية في إضفاء المذاق السكري للمشروبات الغازية. ويرجع تاريخ المشروبات الغازية الى المياه المعدنية الموجودة في الينابيع الطبيعية حيث كان يسود الاعتقاد ان الاستحمام بتلك المياه او شربها هو سبب للشفاء من الكثير من الامراض وقد ظهر أول تسويق للمشروبات الغازية غير الكربونية في العالم الغربي في القرن السابع عشر حيث تمت صناعتها من المياه المحلاة، وعصير الليمون مع العسل. وفي عام 1770 للميلاد بدأ ظهور المشروبات الغازية الكربونية حتى بداية عام 1800 للميلاد حيث ظهرت المشروبات الغازية المحتوية على الصودا وهي ما تعتبر مياهاً معدنية صناعية حيث اضيفت اليها بعض المواد العشبية ونكهات الفواكه لإكسابها الطعم المقبول. وتنافست شركات صناعة العلب المعدنية والزجاجية على عمل علب محكمة تمنع تسرب الغازات داخل تلك العلب والحفاظ على تلك المشروبات تحت ضغط تلك الغازات ففي عام 1889 م صدرت براءة الاختراع لأول آلة اتوماتيكية لصنع الزجاج وبعد اربع سنوات من ذلك الحين بدأ انتاج الزجاجات او القوارير الخاصة لتلك المشروبات الغازية وكان الإنتاج آنذاك 1500 قارورة يوميا ومن ثم ازداد خلال بضع سنوات الى 57000 زجاجة يوميا.
تفتقد المشروبات الغازية الى الكثير من الاملاح، المعادن، الفيتامينات والمواد الغذائية المهمة لنمو الطفل في حين تبقى مشبعة بالمواد الملونة، النكهات الصناعية والمواد الحافظة.. تتم اضافة العديد من الاحماض مثل حامض الستريك والفوسفوريك لاعطاء المشروب المذاق اللاذع والمحافظة على نوعية وطعم المشروب الغازي. كما تتم اضافة مادة الكافيين الى بعض المشروبات الغازية حيث تبلغ تلك المادة ربع الى ثلث مادة الكافيين الموجودة في القهوة نفسها. الركن المهم في صناعة المشروبات الغازية هو ثاني اكسيد الكربون الذي يتم ضغطه مع السائل في علب محكمة الاغلاق تعمل على ظهور الفقاعات.
المشروبات الغازية والسمنة
رجحت العديد من الدراسات مسؤولية المشروبات الغازية في مضاعفة حالات السمنة لدى الاطفال والمراهقين خلال العشر سنوات الماضية. مابين عام 1991 م وحتى عام 1995م ازداد استهلاك الاطفال من المشروبات الغازية في الولايات المتحدة الأمريكية من 375 مل الى 570 مل ومن خلال دراسة اخرى في مستشفى الاطفال في بوسطن اوضحت ان استهلاك تلك المشروبات الغازية يكسب الطفل 835 سعرا حراريا اكثر من الاطفال الذين لايتناولون المشروبات الغازية كما ان الاطفال الذين يستهلكون المشروبات الغازية هم اكثر قابلية واكبر شهية لتناول الاكل من غيرهم.. حيث ان تلك المشروبات الغازية والتي تحتوي على الكثير من السعرات الحرارية على هيئة سكر تعمل على رفع مستوى هرمون الانسولين في الجسم مؤدية الى خفض سكر الدم وبالتالي الاحساس بالجوع والميل الى تناول اكبر قدر من الطعام.. ويساهم في حدوث السمنة ايضا تناول الوجبات السريعة والجلوس لفترات طويلة امام التلفزيون اثناء الاكل. كل تلك العوامل من مبررات انتشار السمنة بين الاطفال والمراهقين كما ان ذلك يجعلهم اكثر عرضة للاصابة بمرض السكري في المستقبل. وتؤكد ذلك احدى الدراسات
في شهر مارس من عام 2006 م ان الاستهلاك المنتظم للمشروبات الغازية من اكبر عوامل ظهور السمنة عند الاطفال.. وأكدت دراسة اخرى استغرقت ثماني سنوات حتى عام 2004 م على 50000 ممرض ارتفاع نسبة اصابتهم بالسكري الى 80 % مقارنة بغيرهم ممن يتقيد بالغذاء الصحي المحتوي على الألياف والفيتامينات.
المشروبات الغازية وصحة الأسنان
كما ذكرنا مسبقا ان المشروبات الغازية تحتوي على كميات كبيرة من السكر والكربوهيدات حيث تعمل البكتيريا الموجودة في الفم الى تخمرها وبالتالي انتاج احماض تعمل على ضرر الطبقة السطحية والواقية للسن مما قد يؤدي الى تنخرها وظهور التسوس.. ويرجح ان استعمال الفرشاة لتنظيف الاسنان بعد تلك المشروبات قد يساعد الحامض على حفر السن وتضرره.
العلاقة مع هشاشة العظام
هناك فرضيات ترجح ان حامض الفوسفوريك والتي تحتويها بعض المشروبات الغازية تقوم بسحب الكالسيوم من العظام وتقليل كثافة العظم حيث يصبح معرضا للكسر بسهولة.. وقد اثبتت الدراسات ان الاطفال او المراهقين الذين يستهلكون تلك المشروبات الغازية لديهم قابلية لنقص في مستوى الكالسيوم في العظام بسبب ايضا قلة تناول الاطعمة والمشروبات الغنية بالكالسيوم.
تأثيرها على النوم
المشروبات الغازية المحتوية على الكافيين تعمل على اضطراب النوم لدى الطفل وتجعله يميل الى الاحساس بالاجهاد والتعب طوال اليوم.
علاقة المشروبات الغازية بالسرطان
منذ عام 1990م ظهرت وثائق تثبت تلوث بعض المشروبات الغازية بمادة البنزين والتي تعتبر احدى المواد المسرطنة.. وقد نسب ذلك الى تلوث ثاني اكسيد الكربون او الى تفاعل البنزوات مع الاسكوربيك اسيد وهي احد محتويات المشروبات الغازية.. في عام 2006 م نشرت وكالة المعايير الغذائية في بريطانيا دراسة استقصائية عن مستويات البنزين في المشروبات الغازية وقد وجدت 4 منتجات من اصل 150 منتجا تحتوي على نسبة بنزين أعلى من المستوى المحدد من قبل منظمة الصحة العالمية. رافقت ذلك عدة دراسات قامت بها هيئة الغذاء والدواء الامريكية على العديد من المشروبات الغازية المحتوية على البنزوات والاسكوربيك اسيد حيث بينت وجود مستويات البنزين مرتفعة اكثر من المستوى الذي حددته وكالة حماية البيئة.
تحتوي ايضا بعض المشروبات الغازية على مادة الكينين على هيئة دايهيدروكلوريد او سلفات والتي تتفاعل مع اشعة الشمس خاصة مع الزجاجات الشفافة حيث تعمل المواد المتحللة من ذلك المركب كمواد مسرطنة.
اضطراب الشهية عند الاطفال يشتكي الكثير من الاطفال اما من زيادة مفرطة في الوزن وكثرة تناول المشروبات الغازية حيث اصبح عادة يومية. او بعض الاطفال الذين يشتكون من ضعف النمو وقلة الوزن فقد اصبح مصدر غذائهم هو تلك المشروبات الغازية والحلويات بعيدا عن العناصر الغذائية المهمة من الاملاح والمعادن والفيتامينات من مصادرها الطبيعية خلال تناول الفواكه والخضار اضافة الى المواد الكربوهيدراتية والبروتينية والدهنية بشكل متزن. الوالدان هما من يوفر للطفل امكانية الحصول على تلك المشروبات الغازية وتجنب المواد المغذية.. فلو اننا لم نوفر لأطفالنا تلك المشروبات التي تعج بالمواد الاصطناعية والنكهات والمواد الملونة لتناول الطفل كل ما يمكن أن نقدمه له من غذاء مفيد ومتوازن.
http://www.alriyadh.com/2009/01/23/article404175.html