أ. د. سالم بن أحمد سحاب
أن تشتري سلعة، فذلك شأن خاص بك، وأن تمتنع عن شرائها فذلك شأن خاص بك أيضًا، لكن التحريض على مقاطعتها ليس شأنًا خاصًا، دون شواهد تعزز التحريض، ودون قيم ترعاها أو مبادئ تحكمها. فمثلاً عندما تنتشر دعوة لمقاطعة سلع دولة معتدية أو داعمة للعدوان، فذلك يدخل في إطار قيم سامية ومثل عليا تهدف إلى الحد من العدوان ورفع الظلم والتصدي للباطل. ومع ذلك، فقد لا تسلم دعوة من هذا القبيل من آثار اقتصادية قد تلحق ببعض مؤسسات البلد التجارية التي وجدت نفسها فجأة على خط النار بسبب التزاماتها التعاقدية السابقة وطبيعة نشاطها التجاري.
وأما الدعوة إلى المقاطعة دون مبررات واضحة سوى الزعم بجشع هذه المؤسسة الاقتصادية أو تلك، فذلك ظلم لا يرضاه الله ولا رسوله.
والسيارات مثل واضح لما أعني، إذ انتشرت حملة تدعو إلى هجر شراء أي سيارة جديدة وتركها «تصدي» على حد شعار الحملة. والسبب في نظرهم أن وكلاء هذه السلعة جشعون يسعون إلى أرباح مضاعفة قياسًا بنظرائهم في الغرب والشرق.
هؤلاء استعانوا بإعلانات من مواقع إليكترونية أو من صحف ومجلات غربية. وللفت انتباه الزبون تلجأ هذه الإعلانات عادة إلى وضع السعر الأدنى لسيارة من طراز معين في حين تتفاوت أسعار النماذج المختلفة من الطراز نفسه (طبقًا للمواصفات والتجهيزات) حتى تصل أحيانًا إلى ضعف السعر الأول. وتلك ممارسة تنطبق على معظم السلع المعمرة مثل الغسالات والتلفزيونات والكمبيوترات. وفي معارض الساعات الفاخرة مثلا ترى تفاوتا في أسعار ساعة بعينها، فقد تُباع العادية بخمسة آلاف ريال مثلاً في حين قد يصل ثمن المرصعة بالمجوهرات إلى 20 ألفًا.
هذه واحدة. أما الأخرى، فتقلبات العملة.. في أيامنا هذه انخفض اليورو قياسا بشهور مضت، في حين ارتفع الين بحوالى 15%، مما يعني ارتفاع أسعار بعض أنواع سيارات وانخفاض أخرى. خلاصة القول: تثبتوا قبل أن تعلنوا، وتأكدوا قبل أن تقاطعوا، واحذروا ظلم الآخرين بناء على معلومات (مخطوفة من رأس القدر).
شوفو هذا الكويتب النكره وش كاتب هو وأمثالهم ومنهم راشد الفوزان با عوا ضمائرهم وأقلام للتجار أقصد الفجار الجشعين
http://al-madina.com/node/95444