بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم جميعا
أولا لا يضن أحد ممن يقرأ مقالي أني ضد المقاطعة فبحمد الله أني طبقتها مرارا من قبل
وأدعوا غيري لها
ولكن موضوعي حول الأثر الوارد ويردده البعض على أنه من كلام عمر وهذا الحديث هو :
جاء الناس إلى عمر رضي الله تعالى عنه وقالوا: (غلا اللحم فسعره لنا، فقال: أرخصوه أنتم!) نحن نشتكي غلاء السعر، واللحم عند الجزارين، ونحن أصحاب الحاجة، فتقول: أرخصوه أنتم! وهل نملكه حتى نرخصه؟! قالوا: وكيف نرخصه وليس في أيدينا؟
قال: اتركوه لهم،
وأول ما وقع في بالي أن الأثر ليس من كلام عمر رضي الله عنه لأن المتتبع لسيرة عمر يعلم علم اليقين بأنه لا تأخذه في الله لومة لائم فلو كان الجزارون متأمرون وإنما فعلو ذلك جشعا وطمعا لأجبرهم عمر رضي الله عنهم ولأخذ على ايديهم
وإن كان الجزارون مجبورون على رفع السعر لم يكن يدعو لمضرتهم
فبحثت عن هذا الأثر فتبين أنه من كلام إبراهيم بن أدهم
حلية الأولياء - (ج 8 / ص 32)
حدثنا محمد بن جعفر المؤدب ثنا عبدالله بن محمد بن يعقوب ثنا أبو حاتم ثنا أحمد بن أبي الحواري حدثني بعض أصحابنا قال قيل لإبراهيم بن أدهم إن اللحم غلا قال فارخصوه أي لا تشتروه .
تاريخ دمشق - (ج 6 / ص 282)
وقيل لإبراهيم بن أدهم إن اللحم قد غلا فقال أرخصوه أي لا تشتروه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ
إذا يختلف الأمر عندما يصدر من العالم الجليل إبراهيم بن أدهم عنه عندما يصدر من عمر رضي الله عنه فإبراهيم قد يكون تأكد له أن الجزارين متلاعبين فدعا إلى مقاطعتهم لأنه ليس في يده سلطة لإجبارهم على عدم التلاعب
وعندما نقول بأن عمر رضي الله قاله وهو في يده سلطة فكأننا نبرر أفعال من لهم سلطة اليوم ويتركون التجار يفعلون ما يريدون كأصحاب وكالات السيارات وتجار المواد الغذائية وغيرهم فالمفروض أن هؤلاء يؤخذ على أيديهم ولا يتركون لا ستغلال الناس
وكذلك مقاطعة البضائع الإمريكية التي تمد إسرائيل بالسلاح ليذبحوا أخواننا في غزة بها
وليس لإسرائيل أي قوة إلا بمساعدة أمريكا لها
المفروض أن المقاطعة تصدر من الزعماء العرب أنفسهم
فعندما لم يصدر ذلك من الحكام وجب علينا نحن الشعوب أن نقاطع بأنفسنا ونستدل حينها
بقول العالم الجليل إبراهيم بن أدهم .
والمقاطعة مطلوبة فهل في أيدينا من سلاح غيرها بعد الدعاء للإضرار بالعدو بما نستطيع
أرجوا يا أخوان أن تكون الفكرة قد اتضحت .