18-01-2009, 12:45 PM
|
#1
|
كاتب مميز
رقـم العضويــة: 9942
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشـــاركـات: 260
|
حوار بيني وبين مندوب ( الموضوع ليس بشخصي )
الساعة السادسة صباحًا ، أقف عند باب سيارتي وانتظر أبنائي لأوصلهم إلى المدرسة
السيارة لا يوجد بها وقود كاف للمشوار ، فأقوم بتعبئتها بـ10 ريالات حيلتي المتبقية
فبالأمس القريب ، اتصل بي موظف الوكالة مذكرًا لي بالتسديد ومهددًا بسحب السيارة
ما حيلتي ، كل ما حاولت أن اشتري سيارة أصغر ، يكبر عدد أفراد أسرتي
وكل ما أردت شراء سيارة أكبر ، يقوم الوكيل برفع سعرها علي ّ
المهم تناسيت كل ذلك ، وانتهى العامل من التعبئة فانطلقت أقود بهدوووووء محافظًا على كل قطرة بنزين
وقفت أمام مدرسة ابني وانتظرته ليترجل من السيارة فلم يفعل
" بابا ليش ما تنزل ؟ عندك اختبار وخايف منه ؟ لا تخاف الله يوفقك وييسر لك الإجابة "
ابني : " بابا .......أنت ما اعطيتني مصروف ! "
حسبنا الله ونعم الوكيل ، لا أنا اللي قادر اشيل عيلتي بسيارة صغيرة ، ولا أنا قادر أعولهم بسيارة أكبر
هل فكر الوكيل فيني ؟ في أبنائي ، في تطفييري ؟ لاااااا و ألف لا
بل حاك مسرحية اسمها " وكيل ما يعرفش حاجة "على وزن " شاهد ما شافش حاجة "بطلها هو ومن ضمن السيناريو " هذي آخر حبة من 2005 ، قاعد تمشي زي السبحة لما تنفرط ، الموديل تغير فيه كذا وكذا وكذا "
لاكتشف لا حقًا على ملصق باب السائق أنها 2004 ولم تتغير قيد أنملة عن سيارة صديقي الـ2003 !
" بابا صوم اليوم الصيام أجره عظيم ، وما يهمك لما تجي البيت راح تلقى أحسن سمبوسة "
وينزل ابني بلا صوت صادر من شفتيه ، و لكن صوت بطنه الخاوي أشد وطئًا على
أذني من وقع العيار الناري،
__بعد خمس سنوات __________________
الحمد لله مغير الأحوال، فقد تغيير حالي وأتممت أقساط سيارتي ،
ورزقني الله بطفلين آخرين ، لكن الحمد لله مازالت سيارتي قادرة على استيعابهم
واليوم نلت ترقية فأصبح راتبي أكثر ، وانتقلت لمكتبي الجديد . أخيرًا بعد عناء سنوات جاء رجل وشهد لي بالكفاءة وأنزلني منزلا استحقه ولا أزكي نفسي
نظرت - وأنا في غمرة الشكر لله على نعمه -إلى سيارتي عبر النافذة ، وجاء في خاطري أن أغيرها بسيارة أكبر بعد تحسن الأحوال المادية
لكنني سمعت بتلكم الحملة ، التي جمعت الكثير ممن شاركوني كفاحي وألمي ، وعانوا من استبداد الوكالات واستفزازها لهم ، فقاموا يصرخون اليوم " كفى ! أعطونا حقوقنا "
وفجأة !! رن الجوال ، رقم غريب عسى الأمر خير
" ألو ؟؟؟ " " السلام عليكم " وعليكم السلام من معي ؟ "
" انا فلان بن زيد من شركة كذا وكيل سيارات كذا "
ومع التجهم رددت " أهلا وسهلا لكنني سددت أقساطكم كاملة ؟"
لم أتعود منهم اتصالاً على عند التحصيل
" نعم يا عميلنا العزيز ، ولذلك اخترناك لانتظامك في التسديد لنعرض عليك عرضًا لا يقاوم ! ما رأيك في تملك سيارة جديدة بدون دفعة أولى بدون أول بضع أقساط ولا مصاريف إدارية ؟ "
نظرت لسيارتي مرة أخرى وسألت : " هل تعرف ما هي السيارة التي معي ؟ "
المندوب : " نعم هي من أجود السيارات وأكثرهم عمرًا حمارة كرف وأنت بالكرامة لذلك أنت الآن بالتاكيد تعرف تميز منتجاتنا "
" بالضبط ، وأزيدك من الشعر بيت بسبب سياسة التقنين الشديدة في المصاريف التي دفعتني لها أسعاركم المنهكة وأقساطكم المتشددة بلا رحمة ، فقد كنت لا أمشي بسيارتي إلا عند الضرورة القصوى وأحاظ عليها أيما محافظة "
المندوب : " ممتاز لذلك ستشتري منا ....... " قاطعته :" لذلك سأبقي عليها لخمس سنين أخرى ما دام فيها عمر ، وسأرى ما تفعلون بسيارتكم حين يعلوها الصدأ "
المندوب : " هاه؟؟؟!!!! " أكملت له موضحًا : " سأتركها تصدي عندكم وموديلها يعدي "
المندوب : " يا سيد لكن أنت..... "
" كما قلت لك ، شكرًا على العرض ولكنه ليس لي "
المندوب : " يا أخي بتخربون بيوتنا بحملتكم ذي ، أنا على كف عفريت إذا ما شريتوا راح ننطرد من العمل اتقوا الله فينا ! "
متهكما رددت :" وبيتي الذي كان على حافة الإفلاس بسبب تلاعبكم بالأسعار؟! وعلى فكرة سيارتي عمرها 6 سنوات وليس خمس كما هو مسجل في العقد لأنها موديل 2004 وليس 2005 كما قلتم ، ورفعتم السعر بسببه كذبًا وزورا "
المندوب :" لم نرغمك على شرائها ! "
" والآن لست مرغمًا على الشراء كما أني لست مرغما على المقاطعة ، لكني اخترت الأخرى لأنني ذقت الويلات منكم ، حاولت مفاوضتكم في السعر فكان ردكم( تبي تشتري ولا مع السلامة ) حاولت استعطافكم وتقليل القسط الشهري فكان الرد ( تبي قسط أقل خذ السيارة الأصغر ) حاولت توضيح الأمور أني محتاج لهذا الحجم من السيارة لكبر عائلتي ولو تبون أوريكم دفتر العيلة فكان ردكم ( لا تجيب عيال زيادة )
واليوم ينقلب السحر على الساحر ، وماني جايب عيال زيادة هذي السيارة تشيلنا والحمد لله
، وخلوا زيادة الأسعار تنفعكم فهي مجرد حبر على ورق ، مازالت أموالنا في جيوبنا وأسعاركم على أوراقكم "
المندوب :" لا تصدق لن تنخفض الأسعار كلها إشاعات "
" إذا ما انخفضت ما راح تزيد "
المندوب :" ..........."
" سلامو عليكوووو "
----------------------------
قصة نهجتها من خيالي على عجلة ، فليس لي أبناء ولست متزوجا ، لكني أرى حال أقاربي و احبابي وهم يسددون الأقساط المُنهـِكة ، ولولا الله لذهبوا شربة موية للدائنين
والحمد لله الذي رزقنا من حيث لا نحتسب ،
ولأوصل رسالة لكل مندوبي المبيعات الذين لم يغشونا وكانوا صادقين معنا أن الموضوع ليس شخصي بيننا وبينهم بل هو بيننا وبين الأسعار المرتفعة يا نكسرها يا تكسر عزيمتنا ، وعزيمتنا فولاذ بإذن الله
فإذا خسر مندوب وظيفته فليراجع نفسه هل غش مع أحدٍ من الناس أم لا
والله رازقنا و رازقهم
|
|
|
|
|
|
|