"خلّوها تصدأ" حملة سعودية لخفض أسعار السيارات
جهود كبيرة يبذلها الوكلاء للحد من تأثير حملة المطالبة بعدم شراء سيارات جديدة (الجزيرة نت)
حجي جابر-جدة
حملة شعبية غير مسبوقة في السعودية أخذت وتيرتها تزداد يوما بعد آخر، مطالبة بعدم شراء السيارات الجديدة حتى يقوم وكلاؤها بخفض أسعارها، أسوة ببقية دول العالم التي تشهد انخفاضا في أسعار السيارات تحت ضغط الأزمة الاقتصادية العالمية.
"خلوها تصدأ" حملة جاءت كرد فعل شعبي على زيادة الوكلاء لأسعار السيارات الجديدة في السعودية بنسبة 12% مع بداية العام الحالي.
شرارة الحملة
وتطالب الحملة التي أطلقها الكاتب الصحفي محمد بن عبد اللطيف آل الشيخ بتأجيل شراء السيارات الجديدة لمدة ستة أشهر، حتى تتكدس السيارات في المستودعات ويضطر الوكلاء لخفض أسعارها إلى "المستويات العادلة"، بحسب القائمين على الحملة.
وكان آل الشيخ قال في مقاله الذي أطلق شرارة الحملة "خلوها تصدأ" إن هذا هو الشعار الذي يجب أن يتم رفعه في مواجهة عدم اكتراث وكلاء السيارات في المملكة بانخفاض أسعار السيارات في دول المنشأ بسبب الركود الاقتصادي.
وتابع أن الكساد الذي تشهده هذه الصناعة في الخارج سيجعل الفرصة متاحة للمستهلك ليفرض السعر الذي يريد وإلا فالصدأ كفيل بسياراته، والبوار ينتظر تجارته.
وحمّل آل الشيخ مؤسسات حماية المستهلك المسؤولية عن تدني وعي المستهلك بحقوقه قائلا "لو أن لدينا مؤسسات حماية للمستهلك واعية لانتهزت الفرصة وقامت بتوعيته ولحثته على الصبر وتأجيل قرار شراء سيارة جديدة عدة أشهر، وسيحصل حتماً على نصف أسعارها اليوم إذا لم يكن أكثر من النصف".
عبدالله الطياري يتخوف من أن يقوم الوكلاء بصياغة "شرعية" لمحاربة الحملة (الجزيرة نت)
حملة مضادة
أمام ذلك لم تستجب الكثير من الصحف السعودية لهذه الحملة، في خطوة فسرها البعض بضغوط يمارسها وكلاء السيارات عليها.
الكاتب الاقتصادي عبد الله الطياري يرى أن هناك جهودا كبيرة في الاتجاه الآخر يقودها وكلاء السيارات للحد من تأثير هذه الحملة.
ويضيف الطياري في حديثه للجزيرة نت أن هذه الجهود تتنوع لكن أبرزها هو حرمان الصحف التي تنشر أخبار الحملة من الإعلانات الضخمة التي تميز صناعة السيارات، حيث عمد الوكلاء الكبار إلى التهديد والمطالبة بعدم نشر أي أخبار قد تؤثر على سوق السيارات السعودي حتى وإن كانت أخبارا دولية.
كما قام هؤلاء الوكلاء بنشر إعلانات تؤكد استقرار سوق السيارات السعودي وعدم تأثره بما يحصل في العالم.
وتخوف الطياري من أن يخرج الوكلاء بصياغة "شرعية" لمحاربة حملة "خلوها تصدأ" وللتشويش على المتعاطفين مع الحملة بحجة إضرارها بالاقتصاد الوطني.
مجرد إشاعات
من جهته قلل مدير المبيعات في شركة "كيا" بالسعودية وليد غنيم من تأثير الحملة على مبيعات السيارات.
وأضاف في حديثه للجزيرة نت "نسمع هذا الكلام كل عام مع مقدم الموديلات الجديدة، فتنتشر العديد من الشائعات وفي النهاية لا يتغير شيء.. لا أسعار السيارات ولا نسبة مبيعاتها".
المصدر
هنا