نصدم في كل أزمة تداهمنا و ندهش و نفاجئ بتصلب الولايات المتحدة و إجهاضها لأي قرار دولي يساند حقوقنا .. لماذا نفاجئ ؟؟ فأمريكا لا تقف معنا و أثبتت ذلك سنوات عديدة . نفاجئ أيضا بعجز و ضعف الحكومات العربية و الإسلامية و لا جديد في ذلك أيضا ، لكن تستطيع شعوبنا أن توصل رسالة واضحة للولايات المتحدة:
( نحن مستاءون من تصرف حكومتكم معنا و من اتخاذها مواقف تخالف مصالحنا و تتسبب لنا في الكثير من الآلام ، نحن مضطرون للتوقف عن شراء بعض بضائعكم حتى نرى تحسنا في تعاملكم معنا و حسن نية تجاه قضايانا )
لقد جاء الشعب الأمريكي (بباراك أوباما) و ألقاه على كرسي البيت الأبيض لسبب واحد / الاقتصاد ، لم يبالوا بلونه و لا بديانته و لا بالشكوك التي أطلقها اللوبي اليهودي حول انتماءاته ، لم يبالوا حتى بالصورة الكرتونية التي نشرتها صحيفة التايم على غلافها، إنهم يريدون منه إنقاذا لمستقبلهم و مستقبل أبنائهم الاقتصادي . لقد رأينا بعض شركات السيارات الأمريكية و هي تضغط على وكلائها في الشرق الأوسط لإنقاذها بسيولة عاجلة بعد تدهور مبيعاتها في السوق الداخلية الأمريكية . بيدنا ورقة (جوكر) ، بيد الشعوب العربية و الإسلامية و كل الشعوب التي تؤمن بالسلام و بعالم يسوده الاستقرار ، لا نريد أن نذل الشعب الأمريكي بل نريد أن يتوقف إذلالنا و احتقارنا و الاستخفاف بنا .
لقد أثبت الشارع العربي و الإسلامي أنه صار أكثر وعيا و تنظيما من خلال الأزمة التي تعصف بغزة هذه الأيام ، و رأينا مؤسسات المجتمع المدني تتحرك و تؤثر و تتواصل مع وسائل الإعلام و تثبت وجودها وموقفها . لنقف جميعا كشعب واحد يتجاوز تعداده المليار إنسان و يستهلك منتجات أمريكية بمئات الملايين من الدولارات يوميا ، لنقف و نقول للولايات المتحدة بصوت واضح :
(كفاية دم .. كفاية خوف .. كفاية تهديد .. نعم للسلام .. نعم للأمن .. نعم للعدل .. سنعبر عن رفضنا لمواقفك ضدنا بمقاطعة رمزية لبعض منتجاتك و ستمتد المقاطعة و تشتد ما لم يتغير موقفك تجاه قضيانا )
عالمنا اليوم عالم قائم على الاقتصاد و تهزه أرقام البطالة و العجز التجاري و ضعف الناتج المحلي أكثر من أي شيء آخر ، العالم لا يحترم إلا القوي و نحن أقوياء بوجودنا و إثباتنا لأنفسنا . لنقف ، لنقف هذه المرة بقوة و صلابة و عزيمة و نقول :
-نحن هنا ، نحن طرف في المعادلة و نحن نريد معاملة عادلة .