أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-01-2009, 02:04 AM   #1
خالد الوايلي
مقاطع نشيط

 
رقـم العضويــة: 9777
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشـــاركـات: 298

افتراضي لك تاجر جشع

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.. وبعد:
فإن الله عز وجل أحل البيع وحرم الربا، فبالبيع والشراء تنمو الأموال لدى الباعة، وأباح الله لهم الزيادة على ثمن الشراء حتى لا تذهب جهودهم سدى، ولكن الله تعالى لم يأذن بالربح الفاحش الذي يكون فيه إضرار بعامة الناس؛ لأن المصلحة العامة مقدمة على المصلحة الخاصة.
والأصل في التجارة أن تفشو السلع بين الناس، وتكون في متناول أيديهم، وتتفاوت هذه السلع من سلعة إلى أخرى، فالأقوات ليست كالكماليات، والعلاج ليس كالسلع التحسينية؛ ولذلك حرم الشرع الاحتكار في الأقوات، ويتنزل منزلة الأقوات العلاجات الهامة والضرورية، فيحرم احتكار ذلك ليغالي في الأثمان، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لا يحتكر إلا ظالم»، وفي رواية: «لا يحتكر إلا خاطئ».

إن الجشع في الفائدة الكبيرة مفسدة ما بعدها مفسدة، فهي تدل على انعدام الحرمة من قلب هذا التاجر، وتدل على أنانيته وموت ضميره؛ لأنه لو كان يألم لألم إخوانه لرضي بالنسبة المعقولة من الربح، فهو يعلم أن أسراً ستتضور جوعاً؛ لأنها لا تستطيع شراء لقمة العيش، ويعلم أن من الناس من سيصطلي بألم المرض لأنه لا يستطيع شراء الدواء، ويعلم أن أناساً ربما ماتوا نتيجة عدم حصولهم على العلاج أو الطعام، ويعلم أن نساء ربما بعن أعراضهن؛ لأنهن لم يجدن لقمة العيش التي تسكت الأطفال عن الصراخ.

إن غلاء الأسعار يسعر نار الرذائل كلها، فهل يعلم التاجر أن إثم ذلك كله عليه. بغلاء الأسعار تنشر جريمة السرقة، ولعل أول من يسرق ماله هو ذلك التاجر، فلا يأمن الناس على أموالهم.
إن غلاء الأسعار سبب في ظهور الرشوة، فهل يدرك التاجر أن جرم ذلك عليه؟
إن غلاء الأسعار سبب في تفكك الكثير من الأسر، فهل أيقن التاجر أن الله يسأله عن ذلك؟
إن غلاء الأسعار سبب لعدم الاستقرار، وسبب للاضطرابات الأمنية في البلد، فهل علم التاجر أنه يتحمل مثل إثم الفاعل؟
وأنه من الواجب على التجار أن يراقبوا الله عز وجل ويتقوه، فهو الذي خولهّم هذا العمل، وفتح عليهم أبواب الرزق، وهو سبحانه قادر على أن ينزع ما أعطاهم من أيديهم، وليجعل هؤلاء التجار أنفسهم مكان الضعفاء والفقراء، فهل كانوا سيرضون ما يفعله التجار بهم؟! وصد رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال: «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه». ويقول: «والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، قيل: من يا رسول الله؟ قال: من بات شبعان وجاره إلى جنبه جائع».
فالمؤمل بإخواننا التجار أن يتذكروا مثل هذه المعاني، عسى الله أن يبارك لهم في أموالهم وأعمارهم وأهليهم، فهم في هذا البلد كما وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم بأنهم أرق أفئدة وألين قلوباً.

منقول / كلمة لشيخ عقيل بن محمدالمقطري
اعجبتني كلمة الشيخ وحبيت اضعها لكم لعل قلوب التجار تفقه
http://olamaa-yemen.net/olamaa/index...jpg&o=b7&id=50

خالد الوايلي غير متواجد حالياً  
 

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:52 PM.