ويبقى شيء
ليتك لم ترفعي أسعارك بجشع .. ولم تتصدقي !!!!
خالد الفريان
** هناك للأسف الشديد من يدعم البرامج الخيرية والاجتماعية باعتبارها آلية للدعاية والإعلان، و أقل كلفة وأكثر تأثيراً من الدعاية والإعلان المباشر ، بينما هو في ممارسته الأخرى بعيد عن الوعي الوطني والحس الإنساني الذي يحاول الترويج له ، فتجده - شركة كان أو فرداً – طوال العام يجمع الأموال بكل الطرق المشروعة وغير المشروعة ، ليتبرع نهاية العام بفتات الفتات من هذه الأموال للعمل الخيري !.
وقد تزايد كثيرا في السنتين الأخيرتين قيام رجال الأعمال و الشركات وأثرياء البلد بالمساهمة في العمل الخيري والمشاركة في برامج المسئولية الاجتماعية ، و هذا توجه طيب في المجمل يجب دعمه من قبل الحكومة ومن المجتمع ومن وسائل الإعلام ، بشرط التفريق بين من يشارك في هذه البرامج بخبث ليستغل المجتمع، وبين من يشارك في هذه البرامج بوعي وطني أصيل وحس إنساني صادق يستحق كل الشكر والتشجيع.
** إن المسئولية الدينية والوطنية والاجتماعية الملقاة على الشركات ورجال الأعمال والأثرياء ، وبخاصة الأكثر استفادة من خيرات البلد، تستوجب مساهمتهم في العمل الخيري، ولكنها قبل ذلك تستوجب مراعاتهم القيم الأخلاقية والمنافسة الشريفة ، وعدم تعديهم على المجتمع والمال العام بأي صورة في طريقهم لجمع المال.
فإذا افترضنا أن الشركة ( أ ) تقوم برفع أسعارها بطريقة مبالغ فيها وبعيدة عن العدالة وبعيدة عن أسعار ذات الخدمة أو السلعة في الدول الأخرى ، مستفيدة من نفوذ معين أو من أجواء الاحتكار سواء كان احتكارا مطلقا وهو نادر وربما غير موجود في المملكة، أو احتكار قلة وهو كثير للأسف في بلادنا ( كما هو الحال في العديد من القطاعات ومنها مثلا المصارف والاتصالات وخطوط الطيران ووكالات السيارات والألبان و" الرز " وغيرها ) أو تضع الأولوية المطلقة لتعظيم أرباحها على حساب جودة المنتج أو الخدمة، أو على حساب خدمة العميل ، وقد تكون مدعومة بالقروض من الدولة بمئات الملايين دون أن تخصص المبالغ الكافية والجهد الفعال لتوظيف وتدريب أبناء وبنات الوطن الذي تعمل فيه ، فتربح في السنة مثلا مليار ريال ، لتقوم بعد ذلك بدعم بعض برامج المسئولية الاجتماعية بعشرة ملايين ريال، أو عشرين ، أو خمسين مليون ريال ، فإن هذه الشركة في الحقيقة لا تخدم المجتمع والوطن ، ولا تستحق أي شكر أو تكريم، بل تستحق كل اللوم والمحاسبة والمعاقبة !.
وقد يقول قائل ان هذه الشركة ( أ ) على الأقل أفضل من شركة ( ب ) التي تمارس نفس الممارسات السيئة ، ولكنها لا تتبرع للعمل الخيري والاجتماعي .
وأنا أقول ان الشركة ( أ ) أكثر خبثاً ، ولكن الشركتين ( أ ) و ( ب ) أسوأ من بعضهما ! وأفضل منهما وبكثير شركة ثالثة تعمل بصمت ، ولا تساهم في العمل الخيري والاجتماعي ، لكنها لا تستغل الناس ولا تتعامل معهم بجشع ، ولا تحتكر ، ولا تتعدى بنفوذ معين على المال العام ، وتقوم بالحد الأدنى المطلوب منها مثل عدم الغش بأية صورة ، وتطبيق أنظمة العمل وتوظيف المواطنين، ودفع الزكاة المقررة شرعا دون تلاعب .
ولعل اللبيب يفهم - من خلال ما سبق من إشارات - أن ما ينطبق على الشركات ينطبق على الأثرياء بشكل عام
http://www.alriyadh.com/2008/12/31/article398937.html
كصندوق عبداللطيف جميل
من فترة كم يوم اطل علينا خبر بجريدة الوطن يثني على هذا الصندوق وانه قدم هذا العام 38 الف مساعدة ... شي جيد ...
ولابد ان نقدم الشكر للشعب السعودي الممول الوحيد لهذا الصندوق .