العودة   منتدى مقاطعة > مجتمع مقاطعة التفاعلي > مناقشات المستهلك > (مقال): حملة (خليها تصدّي) ...، الصوت الأقوى للمواطن

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-12-2008, 08:42 PM   #1
مواطن بالايجار
مقاطع جديد

 
رقـم العضويــة: 9857
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشـــاركـات: 1

Thumbs up (مقال): حملة (خليها تصدّي) ...، الصوت الأقوى للمواطن

.




كم كان مفرحاً ومبهجاً أن يبادر المواطن بوعي ذاتي ، وبتضافر جماعي ، إلى حماية نفسه ، ومصالحه الاقتصادية ، بعد أن عجزت الجهات الحكومية ، والجمعيات الأهلية ، عن أن تحميه من جشع (عصابات) كبار التجار ، ومصّاصي الدماء ، الذين تحولوا إلى وحوش كاسرة ، حولت الوطن بأسره إلى ما يشبه الغابة ، والمواطن طريدة رخيصة ، تنهشه بأنياب الجشع ، والغلاء ، والاحتكار ، تحت حماية أنظمة غبية ، يقعّـد لها المنتفعين ، ويصادق على فرضها الكبار ، ويطبقها بغباء تنفيذيون شعارهم امتثل ثم اعترض ...، كل هذا يحدث على مرأى ومسمع من مسؤولين لم يرعوا حق الله ، ثم حق الوطن والمواطن ، فيما ولوا من مسؤولية .
الحملة الشعبية لمقاطعة شراء السيارات الجديدة ، (خليها تصدي) ، آتت ثمارها بوقتٍ أسرع ، وفاعلية أكبر ، مما كان متوقعاً ، فقبل أن يجني المواطن الثمار الفعلية للحملة ، بدأ يعلو صوت التجار بالشكوى ، بعد أن هزّت الحملة أركانهم ، وشلت أفكارهم ، فلجأوا إلى وزارة التجارة ، في إثبات قاطع أن دورها لا يتعدى رعاية مصالح رجال الأعمال .
المواطن المستهلك ، ليس له بعد الله حامٍ حكومي أو أهلي ، فالجهة الوحيدة المختصة بهذا الشأن (إدارة حماية المستهلك) تتبع لوزارة التجارة الراعي الأول للتاجر ، فكيف ننتظر منها أن تخدم الاثنين معاً ؟!
الرعاية والاهتمام سيستأثر به الأقوى ، لذا تحولت حماية المستهلك إلى حماية التاجر بتكميمها فم المستهلك ، لئلا يصل إلى أعلى سلطة إلا صوت المسؤول يحمل (كليشة) ملّها المواطن ، وقتلت في داخله كل أمل : "كلش تمام طال عمرك" !
لهذا السبب لم ولن يسمح بقيام جمعية أو منظمة أهلية ترعى حقوق المستهلك ، وتدافع عنه ، وتوصل صوته للقيادة السياسية العليا ، فالمسؤول المتواطئ مع التاجر ، يعرف تماماً ، كما المواطن ، انحياز قيادة هذه البلاد لمصلحة المواطن ، وتقديمها على أي مصلحة أخرى ، لذا سيظل المسؤول يقدم المواطن للسلطة كقاصر ، لا بد من وصيّ عليه ، ليرعى مصالحه ، ويتدبر شؤونه .
من هنا يتضح لنا لماذا تمت الموافقة على إنشاء جمعية حماية المستهلك ، بنصف أعضاء معينين من قبل وزارة التجارة ، لتبقى تحت عباءة الوزارة .
هذا التعيين قتل الجمعية في مهدها ، وأفقدها ثقة المستهلك الذي يفترض أنها قامت من أجله ، وهذا ما يريده المسؤول ، من جمعية شكلية ، يوهم القيادة العليا بأنها تحقيق لمطالب المواطن ، ويحمي من خلالها مصالح التاجر ، وليتها حماية بمعناها العادل ، بل إنها تحقيق لمصلحة التاجر ، مهما بلغت من الجشع ، وأينما وصل بها الطمع ، وإزالة كل (ما) يعترض تحقيقها ، حتى لو كان هذا الـ(ما) حياة مواطن بمعناها الحسي والمعنوي !
(خليها تصدّي) ، أول الغيث ، وسيليها حملات أخرى ، إلى أن يضع التاجر لهذا المواطن قيمة ولو كانت بمنظور مادي ، لأن هذه نظرته للحياة ، وهو يقيس أهمية كل شيء تبعاً للقيمة المادية التي سيضيفها لرصيده ، أو العكس ، فواصلوا أيها (المستهلكون المستضعفون) وعين الله تحرسكم .


*** أسئلة... ، مجرد أسئلة :
• التاجر والمستهلك تتعارض مصالحهما بشكل كبير ، والمسؤول عن رعاية مصالح الطرفين جهة واحدة هي وزارة التجارة ... السؤال كيف يمكن للوزارة التوفيق بين المصلحتين ؟!
• ألا يوجد على امتداد الوطن مواطنين عقلاء وأكفاء ، يمكن توليتهم جمعية حماية المستهلك الأهلية دون تدخل من وزارة التجارة كما يحدث في كل دول العالم ؟ ألهذه الدرجة ترى الوزارة المواطن فاقداً للأهلية لتفرض وصايتها عليه ؟
• في بداية موجة الغلاء قفزت الأسعار إلى السقف بلمح البصر ، اليوم تراجعت الأسعار العالمية بفعل الأزمة الاقتصادية ، ولازال تجارنا متشبثون بالسقف الأعلى ... أين دور حماية المستهلك ؟
• قبل سنة صدر مرسوم ملكي يقضي بدعم الأرز وحليب الأطفال ، ولم نر حتى اليوم أي أثر لهذا الدعم على الأسعار...ألا من مستقصٍ يأتينا بخبر ؟ مالذي جناه المواطن من قرار الدعم هذا ؟



ناصر بن محمد المرشدي
كاتب وإعلامي سعودي



منقول من صحيفة الوئام الالكترونية




.
مواطن بالايجار غير متواجد حالياً  
 

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:25 AM.