جريدة الوطن الاحد 13/8/1428
كثفوا اتصالاتهم بقنصليات الدول المصدرة
التجار يطلبون اجتماعا عاجلا مع يماني لحل أزمة ارتفاع اسعار الأرز
جدة، أبها: حمد العشيوان، محمد الفهيد، تغريد العلكمي
شهدت أسعار الأرز خلال الأيام الماضية ارتفاعا بلغت نسبته بين 25% و35% للأرز الأمريكي ونحو 55% للأرز الهندي.
وأشار تجار في جدة إلى أن ارتفاع السعر جاء نتيجةً لعدد من العوامل أهمها اتجاه إيـران ودول الاتحاد الأوروبي للشراء من السوق الهندي بدلاً من الباكستان، وتوجه مزارعي الأرز في الهند نحو زراعة قصب السكر نتيجة نقص المحصول الهندي وزيادة الطلب على السكر في الأسواق العالمية، وتحسن المستوى المعيشي في الهند الذي أدى لتغيير نمط الاستهلاك والاتجاه إلى استهلاك الأرز مما تسبب في زيادة الطلب عليه داخل الهند، بالإضافة إلى تحمل تكاليف تأخير تفريغ حمولة البواخر المحملة بالأرز في الموانئ السعودية بسبب نقص العمالة حيث أدى ذلك إلى تأخير التفريغ من 5 أيام إلى 25 يوماً على سعر السلعة إلاَّ أنها تحسنت مؤخراً حيث تقلصت إلى 7 أيام.
ووفقا لتقارير إحصائية يصل استهلاك السعودية من الأرز إلى نحو مليون طن سنوياً، أي ما يعادل 2% من معدل الإنتاج العالمي للأرز.
إلى ذلك ألقت هذه الارتفاعات المطردة في أسعار الأرز بظلالها على استعدادات المواطنين لاستقبال شهر رمضان وفرضت عليهم التفكير من الآن في بدائل للزكاة ما دفع البعض للتفكير بالعودة إلى زمن "القمح" فيما اعتبر آخرون أنه لا توجد مشكلة في ظل وجود "التمر".
وقال المواطن هادي إبراهيم، موظف في إحدى الشركات، إنه سيجد صعوبة في إخراج الزكاة هذا العام بسبب ارتفاع الأرز والذي تعود كل عام على إخراجه مشيرا إلى أن راتبه لا يتعدى 2800 ريال ولدية مستلزمات عائلية في موسمي رمضان وعيد الفطر. وأوضح أن القمح والتمر والزبيب سيكون بديلاً مناسباً للأرز هذا العام.
وأبدى رئيس جمعية البر بمحافظة جدة محمود باقيس تخوفه من تأثير ارتفاع أسعار الأرز على الزكاة لعدم مقدرة غالبية المواطنين على مجاراة هذا الارتفاع غير المبرر على حد وصفه مشيرا إلى أن سعر الأرز وزن 3 كيلوات الذي كان ثمنه 10 ريالات للفرد الواحد ارتفع هذا العام بنسبة 50% إلى 15 ريالا.
وأوضح أنه في العام الماضي وصل إلى الجمعية أكثر من 60 طنا من الأرز مرشحة للانخفاض في حال تحول المواطنون إلى بدائل أخرى كالتمر أو القمح والشعير.
ويضيف فهد الجهني، عضو سابق في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أنه ليس لزاما على المواطنين أن يخرجوا الزكاة أرزا هذا العام وهناك بدائل غذائية لم تتأثر بارتفاع الأسعار موجودة بكثرة كالتمر والقمح وكل ما يقاس على ذلك من طعام الآدميين لافتا إلى أن من لم يستطع إخراج الزكاة لظروفه، تسقط عنه الزكاة.
وأبدى تاجر أرز، رفض الإفصاح عن اسمه، خشيته من أن ينصرف الناس هذا العام عن الزكاة بالأرز بعد أن أصبحت تقليدا على مدى ربع قرن مضى مؤكدا أن ذلك سيكبد التجار خسائر طائلة بعد أن استعدوا منذ وقت مبكر لتأمين آلاف الأطنان من الأرز لتوزيعها.
ومن المنتظر أن يعقد تجار الأرز في السعودية اجتماعاً طارئاً مع وزير التجارة والصناعة الدكتور هاشم يماني لحل أزمة ارتفاع أسعار الأرز الهندي في السوق السعودية، في الوقت الذي يجري فيه التجار السعوديون اتصالاتهم بالقنصلية الهندية في المملكة لإبلاغهم بالارتفاعات الكبيرة في أسعار الأرز، بهدف الضغط على التجار الهنود لخفض الأسعار.
وكانت أصناف الأرز الأمريكي شهدت خلال الربع الأول من العام الجاري ارتفاعاً في الأسعار بالمقارنة مع الربع الأول العام الماضي، حيث جاء الارتفاع نتيجة زيادة تكلفة الاستيراد من مصادرها، إذ بلغت نسبة ارتفاع متوسط أسعار كيس الأرز الأمريكي "أبو بنت" زنة 45 كجم خلال الربع الأول بالمقارنة مع الفترة المماثلة العام الماضي 35.3%، وبلغت نسبة ارتفاع متوسط أسعار الأرز "أبو سيوف" نحو 5.3%.
كما شهدت أصناف الأرز الهندي أيضا خلال الربع الأول ارتفاعاً في الأسعار، نتيجةً لارتفاع تكلفة استيراده من الخارج حيث تم استيراد 300 ألف طن من الأرز بمبلغ 800 دولار للطن بزيادة 200 دولار للطن عن العام الماضي وبنسبة زيادة 33.3%.
ويتوقع أن يستمر ارتفاع أسعار أصناف الأرز الهندي حيث لجأت الهند مع نهاية الربع الأول لزيادة سعر الطن بمقدار 100 دولار ليرتفع سعر الطن إلى 900 دولار أي بنسبة زيادة عن أسعار العام الماضي بـ50%.
في السياق ذاته أبدى عدد من المواطنين في منطقة عسير استيائهم من الارتفاع الهائل في أسعار الأرز، وأوضح الكثير منهم أن الأسعار ارتفعت بشكل مفاجئ مع بداية الشهر الحالي، ولم يكن بحسبان الكثير منهم ارتفاعها بهذه النسب خلال شهر واحد فقط.
ويقول خالد عسيري إنه تفاجأ كغيره من المواطنين بهذا الارتفاع الهائل الذي شهده الأرز تحديدا مع بداية الشهر الحالي، ويقول إنه اعتاد شراء كيس الأرز من نوع أبو بنت بـ95 ريالا، لكنه زاد إلى 155 ريالا أي بفارق 60 ريالا، ومع ذلك استمر على شرائه لأنه لم يجد فارقا في الأسعار مع بدائله من الأنواع الأخرى.
وأضاف محمد السرحاني أن الارتفاع في جميع المواد الغذائية وفي الأرز تحديدا لا يوجد له مبرر.
في المقابل اضطر عدد من المواطنين غير المقتدرين على الشراء بأسعار مرتفعة إلى اللجوء إلى البدائل الغذائية الأخرى كحل مؤقت، وعمد الكثير منهم إلى استبدال أنواعهم التي اعتادوا عليها بأخرى أقل ارتفاعا منها.
وقال سعد العمري إنه اضطر إلى اللجوء إلى حل وقتي لهذه الأزمة بتغيير نوعه المفضل بآخر أقل ارتفاعا منه، ويضيف أنه لو استمر الارتفاع على هذا الحال فإنه سيضطر إلى أن يلجأ إلى بدائل غذائية أخرى خارجة عن نطاق الأرز بالكلية.
من جهته، أوضح المدير العام لمؤسسة أبو حمامة لاستيراد المواد الغذائية في أبها أحمد أبو حمامة أنه يتم استيراد 30 نوعا من الأرز، وأن الارتفاع الهائل في الأسعار كان منذ بداية الشهر الماضي، حيث فوجئ الكثير من المواطنين بهذا الارتفاع الذي يعادل 30%.
وأوضح أن أرز أبو بنت أول الأنواع التي طالها الارتفاع بشكل كبير، وبالتالي أثر على بقية الأنواع فارتفعت جميع الأنواع بعد ارتفاعه بأسبوع وبنسب هائلة خلال أيام قليلة ومتقاربة، ولكن لم يكن تأثيره هو السبب الأوحد لارتفاع بقية الأنواع.
وأضاف أبو حمامة أن استفادة المستهلك من البدائل الغذائية الأخرى للنوع المرتفع تعتمد على وعي المستهلك نفسه، كما أنها لا تعد حلا أمثلا لخدمة المستهلك ولم ولن تجدي في حل مثل هذا الإشكال.
وأوضح أن السواد الأعظم من المستهلكين ازدادوا رغبة في الإقبال على شراء أنواعهم المعتادة بشكل كبير خلال هذه الفترة، خوفا من تفاقم هذا الأمر وازدياد الأسعار بأكثر مما هي عليه الآن.
كما أوضح أبو حمامة أن هنالك أسباباً كثيرة لهذا الارتفاع قد تكون متعلقة بالعملة أو تأمين النقل البحري، لكنها لا تعد مبررات كافية لهذه النسبة الهائلة من الارتفاع.
وطالب أبو حمامة بضرورة إيجاد حل حاسم لهذه المشكلة من قبل وزارة التجارة وحماية المستهلك