أحياناً... احفر واطمر
عبدالعزيز السويد الحياة - 27/11/08//
الحفر والردم من ضروريات التنمية، مع اتساع المدن وزيادة عدد السكان وملاحقة ذلك بالخدمات، هذا واقع مفهوم، بل إن بعضهم يفرحون عند ظهور آلات الحفر والمعدات الثقيلة في أحيائهم.
عند تسويق الأراضي الجديدة يشير الدلال العقاري إلى أن الحفر بدأ أو سيبدأ... يقول مستخدماً إصبعه انظر إلى آلات الحفر! هي بنظره من المبشرات... المسوقات.
مع كونه من ضروريات التنمية وتحقيق الرفاهية فهو يأتي في الغالب لاحقاً، أي بعد تزايد عدد السكان وبروز حاجاتهم وارتفاع أصواتهم المطالبة... فمن الأحلام أن يكون الحفر وتجهيز الخدمات سابقاً، ثم وهنا بيت القصيد يستمر الحفر في التكرار.
طوال سنوات التنمية لم نستطع التعامل لإدارة شؤون الحفريات... مع أنها قاسمتنا حياتنا، لذلك تجد أن الشركات تتعاقب على الشارع نفسه، ربما أضاعت شيئاً وتبحث عنه، كأنهم ينقبون عن معادن كريمة أو مدينة أثرية مطمورة، ربما هناك رهان على شيء ثمين يقع أمام منزلك أو هي مسابقة لأسرع حفريات! وكل شركة تقوم بسفلتة الشارع لتأتي جديدة تشق بطنه قبل جفاف الزفت، والمشكلة في التنسيق، وهو شأن كبير وفن وإدارة لم نستطع إجادته مع كل تلك الخبرات الزمنية والأجهزة المعنية، فهي خبرات «طيارة» تأتي مع شركة وتذهب مع أخرى.
يتساءل بعض سكان أحياء العاصمة... الرياض، ما هي فائدة مشاريع شبكة المجاري التي نفذت وهي لا تستخدم؟ تمر أعوام وأعوام والشبكة مطمورة تحت الأرض ومتوقفة على شبكيات المنازل، ولا يشبك أحد! أليس لها عمر افتراضي محدد. يتناقص كل يوم. بل إن لا جهة معنية تهتم بشرح المعوقات للسكان ولماذا هذا التأخير... كأن لا علاقة للسكان بالأمر... الحديث الغالب عن مشاريع جديدة؟ والنتيجة طفح في طفح... يحيط بالأحياء وتنهمر في شوارعها مياه آسنة، وأثار طفح مياه المجاري على الإنسان أكثر من أن تحصى، إضافة الى كونه مظهراً غير حضاري...
الناس يتساءلون، والكاتب معهم، هل مشاريع شبكات المجاري التي نُفّذت ورُدمت وتحمّل السكان «نأسف لإزعاجكم... عمال يشتغلون»، ولم تدخل إلى العمل، هل أنشئت وصممت للاستخدام؟
هنا
ما تدري وش الفائدة يا السويد من
احفر واطمر
هذي ارزاق ناس
لكن العنوان غير مناسب هالمرة
المفروض يكون
دائماً احفر واطمر