أزمة مأوى وأحلام تبخّرت في ملف ضعف قرض «التنمية العقاري» (1 من 3) ... «ضآلة الدعم»... تؤرق غالبية السعوديين وتزيد خوفهم من «التشرّد»

الحياة - 26/10/08//


هل سيبقى شبح التشرّد يطارد نحو 60 في المئة من السعوديين حتى الموت؟ قد تبدو الإجابة على هذا السؤال بـ «نعم» مقنعة وغير مستغربة، خصوصاً إذ علم أن هؤلاء بات تحقيق حلمهم بامتلاك منزل يطلقهم من ذلّ «الإيجار» متعذراً في ظل ارتفاع كلفة إنشاء العقارات، وتالياً أسعارها. الدعم «الحكومي» المتمثل في قروض بنك التنمية العقاري فقد قيمته. فـ 300 ألف أو 250 ألف لا تغطّي حتى ثمن مواد البناء التي سجلت ارتفاعات خلال العاميين الماضيين بلغت 80 في المئة.
وتناقش «الحياة» في ملف من ثلاث حلقات ضعف قيمة قروض بنك التمنية العقاري التي لم يطرأ على قيمتها أي تغيير منذ إنشاء البنك قبل نحو 30 عاماً، وما أفضى إليه هذا الأمر من خلق أزمة «سكن» يصفها بعض المهتمين بالشأن العام بـ «الخطيرة».
قلق كبير تلمسه في الشارع بين أفراد الطبقتين المتوسطة والفقيرة في السعودية، هذا رجل تجاوز الستين يخشى الموت خوفاً من أن يتشرّد أفراد عائلته الذين يعتقد أن الظروف المعيشية أجبرته على أن لا يوفر لهم أبسط حقوقهم وأعظمها في آن وهو مأوى.
هذا الرجل وأشباهه كثر، رصدوا أسر تضمّ أرامل وأيتام - بعضهم نشرت صحف أحوالها- يعيشون بلا كهرباء أشهراً بعدما تعذّر عليهم دفع إيجار الشقة التي يسكونونها. وقال المقاول محمد المعتوق إن دراسات أجراها مكتبه حول كلفة البناء في الفترة الحالية كشفت «أنها ارتفعت بنسبة 80 في المئة عما كان عليه الحال قبل ارتفاع أسعار مواد البناء قبل أكثر من عاميين». من جهته، لم يبد رئيس لجنة المقاولين في غرفة الشرقية ناصر الهاجري لـ «الحياة» تفاؤلاً بانحسار موجات ارتفاعات أسعار العقار في المستقبل القريب. وأكد المواطن تركي الخريجي أنه اشترى أرض بـ 350 ألف ريال اقترض ثمنها من مصرف وبعض أصدقائه، «وحينما حصلت على قرض بنك التنمية العقارية بعد انتظار دام نحو 15 عاماً، كانت أسعار مواد البناء ارتفعت بشكل كبير، واضطررت إلى البقاء في بيتي المستأجر فمتوسط كلفة إنشاء منزل تصل إلى 600 ألف ريال، هذا إذا تجاهلنا كلفة التأثيث والسباكة وتوصيلات الكهرباء».