مواطنون برتبة (زبون) نقلاً عن الزميلة صحيفة المدينة، وعلى الصفحة الأولى لما قبل الأمس فإن بلدنا الهائل العظيم يحوي اليوم 150 ألف شركة عائلية تمتلك وحدها ثلاثة تريليونات ريال. خبر آخر في صحيفة أخرى في ذات اليوم يورد تصريح مدير عام التأمين الصحي بوزارة الصحة من أن في البلد أيضاً 350 ألف شركة ومؤسسة، وفقط، من تلك التي ينطبق عليها نظام التأمين الصحي الإلزامي، عدا عن آلاف المؤسسات الأخرى التي لا ينطبق عليها ذات النظام في الفترة الحالية.
مسألة أعداد الشركات والمؤسسات لا تحتاج لآلة حاسبة معقدة لأن معرفتها واضحة وضوح الشمس في حاسوب الغرف التجارية. ودعونا، بالتوازي مع هذه الأرقام، نصدق أيضاً، أرقام وزارة العمل عن البطالة لأنها في الأصل أحصت مبلغاً رقمياً عن المتقدمين في حملة العمل ثلاثة أعوام ثم اكتشفت أن كل الزوبعة لم تتعد رقم الشركات العائلية بعاليه، تلك التي تمتلك سيولة نقدية بثلاثة تريليونات ريال. وبحسبة - أول ابتدائي - فإننا نطلب من هذه الشركات فقط أن تستوعب مواطناً سعودياً واحداً لا غيره حتى نقضي على الظاهرة. وأما بحسبة - ثاني ابتدائي - فإن كل ثلاث مؤسسات أو شركات من تلك المسجلة في الغرف التجارية بشهادات - سجل تجاري - تستطيع أن تشترك معاً لتوظيف شاب واحد لا غيره.
ولكم أن تعلموا أن المعادلة الحسابية من صنف - ثالث ابتدائي - تبرهن بالأرقام الواثقة أن عدد العمال الأجانب في سوقنا المحلي الضخم بالقسمة على عدد السجلات التجارية يساوي 21 عاملاً في مقابل كل سجل تجاري. ولكم من الحقائق الدامغة أن واحداً من أشهر رؤساء غرفنا التجارية ومن الوزن الثقيل (بالمناسبة لم يعد رئيساً للغرفة اليوم) يحتفظ في سلسلة مصانعه بخمسة آلاف تأشيرة كاملة. لكم أن تعلموا أيضاً أن عدد الصيدليات الخاصة في بلدنا الهائل العظيم تزيد عن نيف وأربعين ألف صيدلية بمعدل ربح شهري صافٍ قدره 15 ألف ريال في المعدل ولكن دون أن يكون في صيدلية واحدة على الإطلاق سعودي واحد. لكم أن تعلموا أن استهلاك السعوديين من مبيعات أجهزة الجوال وإكسسواراته يبلغ نيفا عن ملياري ريال في العام الواحد وأن نسبة السعوديين في ذات السوق أقل من نصف بالمئة.
لكم أن تعلموا الحقيقة المرة في أن مخططاً هائلاً من حولنا يجبر الآلاف من شباب الوطن أن يعيش العمر كله مجرد زبون في وطنه.
المصدر
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
وسنظل برتبه زبون محترم يُسرق ولا يتكلم
والسعوده رسمت على الورق
بلبس جرسون وكاشير