«تعبئة جماهيرية».. ضد الصوم!!
مطلق العنزي
أحدهم، كما المعتاد، يستمر في كيل أنواع من البذاءات والإبليسيات ضد الروعة والحب والسلام. وآخر يستمر، كما المعتاد أيضاً، بـ«الحفر» اليومي لأقاربه أو زملائه أو رؤسائه أو موظفيه. وآخر لا يزال، كما المعتاد أيضاً يستمر بـ«لهف» أموال السحت بتنوعاتها المتعددة.
وآخر يستمر في توزيع الإساءات المجانية في كل مجلس ومكان وينسج تاريخاً أسود من الخبائث والسيئات.
والمحاكم، كما المعتاد أيضاً، تستقبل جموعاً من البغاة الغلاظ أو محاميهم، الذين يسعون لاغتصاب حقوق الآخرين.
وهذه الحال مستمرة قبل رمضان وسوف تستمر بعد رمضان، كما المعتاد..
إذاً.. ماذا غير الشهر الكريم..؟ وماذا سيغير..؟ إذا لم يستطع أن يزحزح هذه الجبال من الأوبئة التي كل منها يمثل عاراً في جبين المسلمين، وجريمة بحق الدين العظيم واستخفافاً بوصايا الرسول وإهانة له، صلى الله عليه وسلم، لا تحدث في «الدنمارك» وإنما في ربوعنا. وأبطالهم المسيئون مسلمون.
التغييرات الرمضانية هي أن قوماً صالحين قبل رمضان، وبعد رمضان، إن شاء الله، بدأوا صياماً صادقاً، وصلاة يعبدون فيه الله كأنهم يرونه.
ولكن «التعبئة الجماهيرية» في رمضان تحدث هذه الأيام، لصالح برامج التلفزيون والأسواق. حتى إن التلفزيونات والعاملين فيها، والمسلسلات والممثلين وأقاربهم والعاملين في إعداد البرامج و«الكومبارس» وخادمات الممثلين وسواقيهم (وربما حراسهم).. كل أولئك يثرون في شهر رمضان ويبقون بقية أشهر السنة في «بطالة». وكذلك يحقق تجار الأغذية في شهر رمضان ما يحققونه في أشهر طوال من السنة.
وبمعنى أنه بعكس المنطق، فإن «التعبئة الجماهيرية» في رمضان تؤدي دائماً إلى إثراء تجاري بدلاً من «الإثراء الروحي» وجعل الشهر الكريم فرصة لـ«النظافة» من أدران النفس وكل الموبقات التي تحدث يومياً في المكاتب والمنازل، ويصغر فيها الإنسان ليصبح أرخص ما يكون.
بل إن التعبئة الجماهيرية التجارية تجعل كثيرين «يغشون» الناس في رمضان تجاوباً مع «حمى الإثراء» الدراهمية بعكس ما يدعو له الصوم من الإخلاص والأمانة. كما أن الناس يسرفون في رمي أطنان من الأطعمة التي اشتروها لـ«عيونهم» ولم يستطيعوا «حشوها» في بطونهم، وهذا سلوك ضد الصوم والرشد معاً.
وتر
تخفي وجعها. وقطعة خبز.. وأنين بطول الخطى الحافية.
إذ موظف الحدود يمعن النظر في الأختام..
ليس معنياً بالشحوب ولا بأسمال تحف تراب الشوارع المغبرة..
البهيات الغرثى يبتن خمائص إلا من فيض يد ندية بالسلام.
malanzi@alyaum.com
http://www.alyaum.com/issue/article....6&I=613514&G=1