نكبة "فيمتو"..!
"متسطحاً" في غرفته واستعداداً للنوم، خصوصا بعد غداء دسم، تدخل أم العيال مسرعة وبيدها الجوال (من العجلة تكاد أن تتوطى في بطن الرجال). فيقوم مفزوعاً ويجد أنها أتته برسالة جوال وصلتها من أحد مراكز التسوق نصها : عرض اليوم.. "فيمتو" بنصف السعر، الكمية محدودة.
العرض : "فيمتو"، والسعر إلى النصف، كما أن الكمية محدودة، وأيضاً قبل أيام من شهر رمضان المبارك. لذا فالعرض يستحق دراسة وتفكيراً عميقين. !
ولكن لا يوجد وقت طويل لذلك، فالعرض لليوم فقط، لذا يمتطيان سيارتهما ومعهما من استطاع من أبنائهما اللحاق بهما، وفي الطريق يقوم كل منهما بإعادة إرسال الرسالة إلى معارفه للاستفادة منه." لسه الدنيا بخير".!
ربع ساعة ويصلان إلى مركز التسوق، بعد ذلك ينتشران في أنحائه بحثاً عن الهدف حتى يعثرا عليه.
يأخذ كل واحد منهما ما استطاع حمله من زجاجات "الفيمتو"، وصولاً إلى المحاسب غير آبهين بنظرات الآخرين الذين ربما أتوا أيضا تجاوبا مع رسالة الجوال ذاتها.
لكن المحاسب يرفض تمرير كل زجاجات "الفيمتو " لصالح عائلة واحدة، مؤكداً أن حصة كل أسرة زجاجة فيمتو واحدة فقط. (تذكرت البطاقات الغذائية في بعض الدول المجاورة). فيتساءل أبو العيال عن السبب مؤكداً أن رسالة الجوال لم تحمل هذه التفاصيل. وطبيعي ألا يجد إجابة، فمرسل تلك الرسالة يتمتع بعقلية تجارية بحتة استطاع من خلالها جره وحرمه المصون إلى هنا.!
في عُرف الزوجين الكريمين أن خروجهما من المركز وبزجاجة "فيمتو" واحدة هو خسارة وإضاعة للوقت، كما أنه إهانة لعقليتهما التي سحقتها حيلة ذلك التاجر، فيعتزمان رد الاعتبار.!
إذ يحمل كل منهما زجاجة "فيمتو" كمتسوق منفرد ليظفرا بضعف الكمية المحددة. لكن الأمر لا يزال غير مغر لقدومهما، لذا وبعد مشاورات طارئة يقرران شراء كامل"مقاضي رمضان" من هنا.!
التاجر كان متأكداً أن المستهلك لن يأتي لأجل زجاجة واحدة فقط، لكنه استخدم المثل (رجل الديك تجيب الديك) وهذا ما حدث.
أثناء عملية التسوق لم يكتشفا أن تكلفة عرض زجاجات"الفيمتو" أضيفت إلى سعر سلع أخرى. كما أن هناك سلعاً ارتفعت أسعارها عن المعتاد. لذا كان طبيعياً أن يستغربا ارتفاع فاتورة مشترياتهما برغم عرض زجاجة "الفيمتو" الهدف.!
عند خروجهما من مركز التسوق قاما بإرسال رسالة اعتذار إلى معارفهما الذين مررا إليهم تلك الرسالة متذرعين بأن أطفالهما "تعبثوا" بالجوال، وقاموا بالخطأ بإرسال رسالة مخزنة لديهم مسبقاً..!
لكن الحقيقة أن سطحية المستهلك وانعدام نظام لحمايته من استغلاله من بعض المسوقين، جعلاه يخرج بمقاضي رمضان بأسعار أعلى من المعتاد بعد أن دخل إلى المركز لأجل "فيمتو" بنصف السعر.!
رمضان كريم..
http://www.alwatan.com.sa/news/write...=7195&Rname=59
هذا الحال في بلاد النفط
ابناءها يدخلون معارك من اجل ريال