مواجهة الغلاء
** قال أحد تجار الأغذية في مجلس خاص وهو يدافع عن موقف زملائه : إن علاج غلاء الأسعار بيد المستهلك.. وأنهم معشر التجار يعانون أيضا من الغلاء.. واستشهد بسلوكيات بعض المستهلكين الذين يشترون أكثر من حاجاتهم.. وربما يشترون مالا يحتاجون ومالا يعرفون كنوع من «الفشخرة».. ولا تسألوني عن أصل كلمة «فشخرة».. ويبدو أنها خليط بين «الفشر» و«المفخرة» تؤدي إلى تصرف أقرب إلى «السَفه» أو «الهبل» أو المبالغة في التباهي على حساب القدرة.. والمتاح.. والمطلوب.. ولا تحاسبوني على هذه «الفلسفة» فقد خرجت مني هذه الكلمات مرصوصة كما كتبتها.. فإن كانت مفهومة فالحمد لله.. وإن كانت غامضة فلست بدعا من الكتاب في الصحف أو المتحدثين في الإذاعات و القنوات.. فبعضهم يتحدث على الشاشة.. ويلقي علينا كلمات من النوع «الغليظ» ولا نعرف ماذا يريد أن يقول؟.
المهم.. أن الغلاء موجود.. وبعض المستهلكين «شطار» حيث ينتقون الأرخص.. ويستبعدون الأغلى.. وبعضهم بحاجة إلى من يرشده إلى الاستهلاك السليم الذي لايضطره إلى «السلف».. أو السحب من بطاقته الائتمانية.. والتسديد على باب الله.. وأذكر في هذا الصدد أن إذاعة «الشارقة» سخرت برامجها لعدة أيام لموضوع مواجهة الغلاء.. وتوعية المستهلكين وتهيئتهم لتلك المواجهة التي ستطول ربما أكثر من فترة بقاء القوات الأمريكية في العراق.. أو احتلال إيران للجزر الإماراتية.. ووزارة التجارة لدينا.. أو أي وزارة «تموين» في الدنيا لاتستطيع أن تحارب الغلاء.. ولكنها تستطيع مواجهته بعدة طرق.. ومن أهمها «التوعية».. والتي تحتاج إلى خطة محكمة.. وتنسيق إعلامي.. وتنفيذ متقن.. وأستغرب أن الوزارة في عهد وزيرها السابق أو الحالي لم تبدأ مثل هذه الخطوة حتى الآن..رغم أن الغلاء قد شرفنا منذ تحرك أسعار البترول..
ربما تنتظر الوزارة بدء عمل جمعية حماية المستهلك والتي نص نظامها على أن من أهدافها «نشر الوعي الاستهلاكي لدى المستهلك وتبصيره بسبل ترشيد الاستهلاك» وهو النظام الذي صدر في شهر محرم.. أي قبل حوالى ثمانية أشهر.
http://www.okaz.com.sa/okaz/osf/20080826/Con20080826220453.htm
نحتاج الى توعية والى ضرب التجار المتلاعبين