عبد الرحيم بن حسن – المدينة المنورة
فجرت الهيئة العربية السعودية للمواصفات والمقاييس التابعة لوزارة التجارة مفاجأة مدوية عندما أصدرت تقريرا على كمية كبيرة مستوردة من الأدوات الكهربائية المصنوعة في الصين والمقلدة لماركة شركة بريطانية شهيرة تؤكد فيها أنها مطابقة للمواصفات السعودية. ورغم أن البضاعة المقلدة محتجزة منذ عدة أشهر تمهيدا لإتلافها بعد تقرير رفعته لجنة جرى تشكيلها من فرع وزارة التجارة بجدة تطلب فيه حصر الكمية وإتلافها بناء على توجيه من إمارة المنطقة.
ما زاد الأمر غرابة هو أن ممثل الشركة المستوردة للبضاعة (م. ب) ـ باكستاني الجنسية ـ اعترف خلال التحقيق معه بارتكابه مخالفة استيراد بضاعة مقلدة، وأنه باعها إلى شخص يدعى (م. أ) بموجب فاتورتين قبل أن تنتقل ملكيتها إلى عمر بن سالم، موردا في إقرار كتبه على نفسه بأنه جلب أدوات كهربائية صينية مقلدة متعهدا في الوقت ذاته باستبدالها ببضاعة أصلية تعود للشركة البريطانية الشهيرة. الشركة البريطانية الأصلية صاحبة الماركة الشهيرة تلقت معلومات بما حدث وعلى الفور بدأت في البحث والتقصي عن اسم الشركة الصينية التي تصنع الماركة المقلدة، وأعلنت على لسان مديرها العام (ديليب سينها) عن اتخاذها إجراءات قانونية ضد الصينيين، ومطالبتهم بالتعويض عن الفترة التي قضوها في تصنيع ماركتهم التي يفخرون بها على حد تعبيرهم. وذكر (سينها) في اتصال هاتفي بأنه يراجع من مقره في دبي الإجراءات التي تعد حاليا في بريطانيا وعلى ضوئها سيحددون الوقت الذي يبدأون فيه جولتهم القضائية ثم بعث بخطاب رسمي جاء فيه: بشأن البضاعة المرسل إلينا عينات منها للتحقق من أنها أصلية وتحمل الماركة المصنعة في بريطانيا. تقرير الهيئة الصادر أثار غضب مسؤولي فرع وزارة التجارة بجدة الذين كانوا يستعدون لوضع تاريخ محدد للتخلص من البضاعة المقلدة وفق النظام خاصة أن هناك تقارير لديهم تؤكد أن البضاعة المقلدة تسببت في وقت سابق في اندلاع حريق داخل دار للمعاقين بالمدينة المنورة.
وعلى الفور أًصدر مدير فرع وزارة التجارة محمد الحربي خطابا وجهه لمالك البضاعة الأخير تحفظ فيه على نتيجة المطابقة الواردة في تقرير هيئة المواصفات بعدما وصف البضاعة بعبارة «الكميات المضبوطة».
وجاء في خطاب فرع التجارة ـ الذي حصلت «عكاظ» على نسخة منه ـ التالي: إشارة إلى خطابكم المؤرخ في 20/07/1429هـ بشأن البضاعة التي هي عبارة عن عينات من أفياش ومفاتيح مكيفات تم حجزها لديكم بناء على طلبكم المرفوع لمقام الإمارة بأنها مقلدة، وطلبكم الإفادة عن نتيجة المطابقة للعينات المسحوبة من البضاعة المحجوزة لديكم أود إفادتكم بأنه قد جرى سحب عدد (8) عينات من مستودعكم عبارة عن أفياش ومفاتيح مكيفات وقلب صاج داخلي كهربائي وجميعها تحمل علامة الشركة البريطانية وتم إرسالها إلى فرع الهيئة العربية السعودية للمواصفات والمقاييس بمنطقة مكة المكرمة بخطابنا رقم 69181/621 وتاريخ 27/06/1429هـ لإجراء الاختبارات اللازمة عليها والإفادة عن مدى مطابقتها للمواصفات القياسية السعودية من عدمه وهل هي مطابقة للمنتجات الأصلية التي تحمل العلامة التجارية.
وقد وردتنا النتيجة بخطاب فرع الهيئة العربية للمواصفات والمقاييس بمنطقة مكة المكرمة رقم 8156/1200 وتاريخ 11/07/1429هـ المتضمنة الإحاطة بأنه قد تم فحص العينات المسحوبة وترى الهيئة فسحها أما بالنسبة لإجراءات الفرع بشأن الكميات المضبوطة لديكم فإنها تتطلب وضع البيانات الحقيقية على هذه المنتجات بما فيها وضع بلد المنشأ الحقيقي (الصين وطمس العلامة التجارية) حيث إن هذه المنتجات صينية وليست من إنتاج الشركة الانجليزية.
من جانبه أوضح مصدر مسؤول – طلب عدم ذكر اسمه - في الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس أن التقارير التي تصدرها الهيئة صحيحة تأتي بعد فحص العينات المرسلة إلى المختبر وتكون النتائج طبقا للمعايير المعتمدة لدينا.
من جهته كشف مصدر في فرع وزارة التجارة بجدة أن ذلك التقرير كان بمثابة المفاجأة للمعنيين داخل الفرع، وأوضح أنهم ينتظرون تفسيرات إضافية من اجل اتخاذ قرار بشأن إتلاف البضاعة أو إعادتها لصاحبها من اجل التصرف فيها كبيعها في السوق المحلية أو غيره.
وأفاد المصدر أن ممثل الشركة الباكستاني عليه تجاوزات كثيرة منها مخاطبته لجهات حكومية بتوقيعه وحصوله على تصاديق من الغرفة التجارية على أوراق تعاريف لموظفين أجانب، وكل هذه المشاكل ستقود صاحب الشركة إلى التحقيق في أعاقب جلبه لباكستاني على أساس أنه (محاسب) ثم جعله يقوم بأدوار مخالفة لأنظمة الإقامة والعمل.
يذكر أن قيمة السلعة الأصلية تتراوح ما بين 35 – 55 ريالا وهي القيمة التي كانت الشركة المستوردة ترغب في البيع بها داخل السوق المحلي رغم أنها مقلدة.
http://www.okaz.com.sa/okaz/osf/20080819/Con20080819218010.htm