مواطنون: حمى الغلاء تطال خطا أحمر جديدا يمثل الوجبة الأكثر شعبية بالمملكة
</IMG>
الوجبة الأكثر شعبية
</IMG>حمى الغلاء
</IMG></IMG></IMG>
دبي-الأسواق.نت
ما إن يتنفس الفجر في مكة المكرمة، وتلبس السماء ثوبا بين اللونين الكحلي والأصفر، حتى يكون الطريق من المساجد بعد الصلاة إلى ضفاف "جرة فول" ألهبتها نار الحطب ما يزيد على نصف يوم، من الطبخ المتواصل، ليتقسمها أهل مكة، وزوار البلد الحرام الذين يرون أنها أصبحت أكثر سخونة بسبب ارتفاع الأسعار.
ويمثل الفول "خطا أحمر جديدا" يرافق الكبسة، بل يتفوق عليها مع دخول شهر رمضان المبارك، مما يجعل عشاق هذه الوجبة يضعون يدا على جيوبهم والأخرى يتحسسون بها "جرة الفول"؛ إذ يرون أن الأخيرة "بتفوز بالجيب وما فيه؛ لأن الفول مهم على السفرة".
</IMG>الوجبة الأكثر شعبية
</IMG>
</IMG>يستقبل محمد الغامدي -40 عاما- صاحب أشهر محل فول في مكة المكرمة، بحسب أهلها، زوراه بعد صلاة الفجر مباشرة، بابتسامة توارثها من والده وجده مع "المهنة الشريفة"، التي جعلت من بيع الفول أكثر من مجرد تجارة؛ إذ يقبل أهل الحي والزوار يسألون عن أخباره وعائلته وصحتهم قبل تناول طبق الفول الساخن، السابح في السمن البلدي الحار، أو زيت الزيتون.
يقول الغامدي في حديثة للصحفي هادي الفقيه، بعدد جريدة "الحياة" اللندنية الصادر يوم الجمعة 24-8-2007، "هذه وجبة شعبية، والناس بكل أطيافهم الصغير والكبير، المسؤول وصاحب المهنة البسيطة يحبون هذه الأكلة، وفعلا هناك زيادة في الأسعار، ولكن لا يجب المبالغة في أن يصل صحن الفول إلى الضعف".
وبالانتقال إلى جدة؛ حيث يجد الفول رواجا مثل بقية مدن الحجاز، يتوسط زين الدين عمران الذي ترك حروب أفغانستان ليتوسد "جرة الفول" وسط تذمر المقبلين عليه بعبارة "100%"، وتساؤلات عن الأسباب لا تكف حتى بعد "الدفع والرضا".
ومعروف عن الفول أنه لا يباع بتسعيرة معينة؛ إذ يبدأ من نصف ريال (الدولار = 3.75 ريال)، وهو نوع يقبل عليه عمال البناء والطرق، ويصل الى 15 ريالا في أغلى مكان لبيع الفول في شارع التحلية شمال جدة، ويأتي الطلب بحسب عدد الأشخاص، فما كان بريالين أصبح بـ 4 ريالات، والضعف في كل كمية.
</IMG>حمى الغلاء
وعلى الرغم من أن "حمى الغلاء" تسود أسواق البلاد، إلا أن الفول لم يكن متوقعا؛ إذ يقول عمران بعربيته المكسرة "كل شيء غال، أنا ما أقدر أشتري فول وأدوات قالي (غال) وأبيع ركيس (رخيص)، الناس زعلانين وأنا في مشكلة".
حمدان با سالم من أهالي جدة لا يمكن أن يفطر من دون أن يتوسط الفول سفرته، يقول "الفول وجبة مهمة جدا، وهي جزء من حياتنا اليومية، ورمضان على الأبواب، والأسعار ترتفع بشكل جنوني، نود أن نقول للتجار كل شيء إلا الفول، الكبسة ارتفعت ونريدها أن تنزل هي والفول".
حمدان وأمثاله من المصطفين من أجل صحن فول يشبع حواسهم الخمس، لا تتجاوز آمالهم لفتة حقيقية من الجهات الرسمية، وأن "تصحو ضمائر التجار"، متسائلين عن ازدحام رمضان المقبل أمام جرة الفول، التي أصبحت جزءا من الحياة اليومية؟ فهل يبقى الفول "ملتهبا لتكتوي جيوبهم"؟
http://www.alaswaq.net/articles/2007/08/24/10254.html