كما وصلني لتعم الفائده
بسم الله الرحمن الرحيم
أيام قلائل وتدخل علينا أو بالأصح على أبنائنا أيام الإختبارات ; ليُحصد ماتم دراسته فيما يقارب أربعة اشهر في أسبوعين أو أقل ، وجميعنا يعلم مدى أهمية هذه الايام إذ أنها الحصاد بعد الزرع والجني بعد الإيناع لذا فلا غرو أن نرى الإستنفار الشامل والكامل من قبل الآباء والأمهات للأخذ بيد هذا الإبن إلى ما يوفر له أسباب المذاكرة والمراجعة مركزين جل جهدهم على نقطة التحصيل العلمي لوحدها وغافلين أومتغافلين عن نقاط أخرها لا تقل شأناً وأهمية عن الأولى إن لم أجزم أنها أهم منها .. لذا وبحكم عملي في الإرشاد الطلابي سأقف معكم على بعض الظواهر الخطيرة التي قد يقع ابنك في شراكها ، فكم رأيت من طالب مرت عليه السنة وهو على ما يرام حسن خلق ، واجتهاد ، والتزام ، وانضباط ، ولكن سرعان ما تبدلت حاله في أيام الإمتحانات فنكص على عقبيه وتعرف في هذه الأيام القليلة على صديق سيء جره إلى أوحال الرذيلة والفجور ، فذهب ما تم بناؤه على مر هذه الشهور بل قد تكون سنين في سويعات قليلة بعد لجنة اختبار، لتفتح ويا للأسف صفحة لواط أو تدخين أو مخدر أو تفحيط في حياة هذا الطالب المسكين ليتجرع مرارتها سنين عديدة جراء ثقة زائدة أو لا مبالاة من ولي الأمر ..إن ما يقع ويحدث بعد لجان الإختبار في أغلب مدارس المملكة من ظواهر سلوكية منحرفة كقضايا الإختطاف واللواط والتفحيط والتدخين وتعاطي المخدرات والسرقات وتبادل المقاطع الجنسية والخليعة ومعاكسة البنات ليستدعي منا نحن أولياء الأمور أن نقف حيال هذه الظاهرة موقف المتأمل المتسائل ليقول: أولاد من هؤلاء ؟؟ هل يعقل أن هؤلاء كلهم لقطاء لا أباء لهم ؟؟ أم هؤلاء يتامى حروب شردتهم وحالت بينهم وبين آبائهم ؟ أم هؤلاء كلهم انقطعت بهم شجرة النسب ليكونوا الأوراق الأخيرة في أشجار أنسابهم ؟ إن هؤلاء هم ابني وابنك، استرعاك الله عليهم وحملك أمانة عظيمة في الحفاظ عليهم، ولكنك وللأسف ضيعت الرعية وخنت الأمانة فخرج من صلبك ابن فاجر فاسد في نفسه مفسد لغيره لم يرع للمسلمين حرمة ولا قدراً، يهيم على وجهه في الشوارع بلا رقيب ولا حسيب مع رفقاء السوء وأهل الشر لا كثرهم الله !! أيها الأب المبارك، أيتهاالأم المباركة اذا علم هذا، واستشعرنا الخطر الذي سيقدم عليه أبناؤنا الطلاب في هذه الأيام ، فلعلك ولعلكي ترعيان إليّ سمعيكما لنبذل بعض الأسباب البسيطة التي من شأنها بإذن الله أن تكون سياج حماية لابنكما من الإنجراف فيما ينتشر ويظهر في تلك الأيام ..
قم بتوجيه ابنك وأعطه جرعات تحصين استباقية وكاشفه بخطر هذه الأيام وما ينتشر فيها من أمورسلوكية منحرفة ، وذكره بأنه فيفترة حصاد وقطف ثمرة جهد فصل دراسي كامل فعليه الإستعانة باللهتعالى والجدوالمثابرةوالإبتعاد عن كل ما من شأنه الإبطاء به عن نيل الدرجات العليا أو تشويه سمعته أومراقفة جليس سوء لا يأمره إلا بشرأو خبث.
يجب أن تعلم كم لدى ابنك مناختبار في كل يوم من أيام الاختبارات ، فإن كانت فترة واحدة فيحبذ لوتطلع على الجدول الزمني لفتراتاختبار المواد، فبمجرد انتهاء نصف الوقت المقرر تكون عند بابالمدرسةلاستلام ابنك وإعادته إلى البيت ، وإن حالت الظروف دون مجيئك فلاتألوا جهداً في وضع طريقةلإرجاعابنك بأسرع وقت ممكن والتواصل معه من خلال الجوال بعد كل اختبار ليشعر أنه تحتمراقبةواهتمام منكأما في حالة كون هناك أكثر منمادة فاحرص على أن يبقى ابنك داخل أسوار المدرسة بين الفترتين ، فكممن فضائع الأمور والأخلاق تقع فيهذه المدة الوجيزة والله المستعان ، وقاموسي القصصي يحتفظ ليبقصصمحزنة مخزية حدثتلكثير وكثير من الطلاب في هذا الوقت القصير ، فالحذر الحذر !!
أكرر على ضرورة احتفاظك ياولي الأمر بجدول زمني لاختبارات ابنك ، حتى يكون لديك تصور كافعن وقت ابنك من حين انتهاءالاختبار حتى وصوله للمنزل ..
اجلس مع ابنك في كل يوم من أيام الإختبارات وسائله عن الاختبار وقوما بحل الاسئلة معاً ، في أثناءهذه الجلسه اسأله مع من راجعتالمادة قبل الدخول إلى اللجنة ومع من الطلاب تمكث بين الفترتين ،بالتأكيدسيعلمك ببعض الأسماء ، احفظها جيداً وقم بمراجعة المرشد الطلابيوالتأكد من سلوكياتومستويات هؤلاء الطلبة، لتعرفأقران ابنك في أي مستوى من الأخلاق هم..
أخيراً الدعاء الدعاء فمايُعمل ويبذل ما هي إلا أسباب والحافظ والهادي هو الله ، اسأل الله دائماً أن يقرعينيك بصلاح ولدك وأنيباعد بينهوبين الشر وأهله كما باعد بين المشرق والمغرب .. أصلح الله أبناءنا وبناتناوحفظهم من كل شر.. آآآآآآآآمين