منذ ان بدأ صدور جريدة الاقتصادية وهي تحقق نسب جيدة في مستوى القراء وزيادة اعدادهم مما يعني المنهجية الجيدة التي كانت تتبعها الصحيفة وكان هذا الامر يعزى بدرجة كبيرة الى التوفيق في اختيار روؤساء التحرير , ولعل النتائج التي تحققت في عصر رئيس التحرير السابق (التونسي) ذات دلالة واضحة على هذا الامر مع صعوبته خصوصا اذا علمنا ان هذا النوع المتخصص من الصحف يصعب انتشاره ونجاحه في مثل مجتمعاتنا الذي يعتبر الحديث في الجوانب الاقتصادية جديد نوعا ما.ولكن ومع حداثة التجربة الا ان النتائج كانت مرضية جدا للناشر خاصة وان القراء وجدوا من يحاول ان يوصل بعض اصواتهم وان يحرك الماء الراكد والرتابة التي تعودوا عليها في الصحف الاخرى .
الا انه وللاسف الشديد ومع تولي رئيس التحرير الجديد (الفايز)زمام الامور انتكست الصحيفة في من جانب القارئ البسيط في حين انها ازدهرت واصبحت تمثل العلاقات العامة للشركات على حساب المصداقية والمهنية , ولعل اكثر ما يلاحظ هذه الايام من ان الصحيفة بدأت حملة علاقات عامة تمثل فيها وجهة نظر التاجر خير تمثيل وتحاول باستماته ان تبعد عنهم تهمة المشاركة في معاناة المواطنين في مشكلة ارتفاع الاسعار.والغريب ان من ابجديات العمل الصحفي هي الحيادية في طرح وجهات النظر ولكن ما نراه من افراد الصفحات وبشكل شبه يومي للتاجر ليبدي وجة نظره وتلميعها بشكل مقزز يجعلنا نتسآل:مالذي يحصل في الاقتصادية ؟ولماذا هذا التدني في الطرح؟
واين مهنية الصحفي ؟
انني لا اتفهم ان يكتب رئيس التحرير مقالا يدافع فيه عن شركات الالبان ! بل ويحذر من عدم تفهم وجهة نظرهم !!
هل للاعلان دور في هذا التدني ؟
ام هي تقاطع المصالح الشخصية ؟
ختاما اتمنى ان تعود الاقتصادية الى سابق عهدنا بها يوم ان كان رأي المواطن القارئ اولى من رأي التاجر المعلن