الحقيقة شمس
حتى أنت يا شاورما؟!!!
رجاء العتيبي
حتى الشاورما ارتفع سعرها إلى خمسة ريالات، فيما كانت تباع في السابق بريالين فقط، وعندما ترتفع الشاورما فهذا دليل خطر، ليس لأن الشاورما مهمة إلى درجة لا يمكن الاستغناء عنها، ولكن لأنها أكلة ثانوية جداً، والأكلة الثانوية عندما ترتفع 150% فهذا يعني أن كل الأكلات الأساسية قد طارت إلى مستويات دخل معاشر الأثرياء.
والشاورما عندما يرتفع سعرها لا تنفع معها استراتيجية (الوزير) التي تقول: تكيفوا مع الغلاء!! يا قوم: مع مَن نتكيف؟ مع الرز الذي كال الصاع صاعين لنا أم مع السكر الذي أصبح مثل العلقم أم حليب الأطفال الذي أصبح حلم الأطفال الرضع؟! كثير مما يحيط بنا أصابه الارتفاع لدرجة أن كل الاستراتيجيات القديمة والجديدة لم تعد تجدي، لا استراتيجيات الاقتصادي البريطاني آدم سميث، ولا معادلات الإيطالي باريتو، طالما أن كثيراً من الارتفاعات يعود لنظرية (الجشع) التي يطبقها بعض التجار هنا وهناك.
والشاورما حين ارتفع سعرها 150% تكون قد دخلت مرحلة تاريخية من عمرها، حيث هي في طريقها لأن تتحول من أكلة شعبية إلى أكلة نخبوية تندرج في مصاف الكافيار والآيسكريم الفرنسي والاستاكوزا، وبالتأكيد أنها ستحمل رفاق دربها معها: المايونيز، والشطة، والسكاكين الطويلة، والعدة، والعامل.
النكتة التي دعت (البلدية) و(حماية المستهلك) يتقاذفون الكرة، هي عدم تفريقهم بين الارتفاع الناتج عن التضخم بوصفه حالة اقتصادية وبين جشع التجار المحليين، وهذا يحيلنا إلى ضعف التأهيل لدى المشرفين والرؤساء والأنظمة في هذه الحالات؛ لذلك أجمل شيء يمكن أن يعمله الفريقان هو رمي الكرة في حجر الآخر حتى تنقشع الغمة، في حين تبقى الشاورما نجمة الموسم؛ لأنها عن قريب جداً ستصبح وليمة دسمة لحفلة الأعراس.
الجزيره