فيما يصل ما يخسره المعلم إلى 3 آلاف ريال شهريا .. سلطان الشريف رئيس لجنة المطالبة:
رئيسي: 4 آلاف معلم ومعلمة يتكتلون ويتقدمون بقضية إلى ديوان المظالم

- زيد الخمشي من الرياض - 01/11/1428هـ
كثرت في الآونة الأخيرة حركة مطالبة المعلمين والمعلمات في المملكة بحقوقهم المادية والمعنوية، وتتركز هذه المطالبات في منح المعلمين حقهم المادي وإعادة هيبة المعلم بحفظ مكانته الاجتماعية.
وقد أثارت هذه القضية صدى واسعا لدى وسائل الإعلام، وبدأت تأخذ بعدا قانونيا تمثل في رفع قضية إلى ديوان المظالم يطالب من خلالها أصحابها بتعيين المعلم على المستوى الذي يستحقه، وإعادة الفروقات بأثر رجعي، أسوة بما حصل في الوزارات والجهات الحكومية الأخرى، حيث أعيدت لهم حقوقهم بأثر رجعي، ولمدة تصل إلى 20 عاما، عدد السنوات بالنسبة للمعلمين لا يتعدى في بعضها عشر سنوات، إضافة إلى نجاح المعلمين الذي تقدموا بشكوى فردية في كسب قضيتهم في ديوان المظالم، وصرفت لهم هذه المبالغ.
"الاقتصادية" بدورها حاولت طرق هذا الموضوع وأخذ أبعاده وما وصل إليه، واستضافت سلطان الشريف رئيس لجنة المطالبة، وعبدالله الشريف أحد المشرفين على الموقع المخصص للمطالبة، فكان هذا الحوار..
http://www.aleqtisadiah.com/news.php?do=show&id=102832

كثر الكلام هذه الأيام عن مطالبات المعلمين بحقوقهم المهضومة ماديا ومعنويا، حدثنا عن أبرز هذه المطالبات والحقوق. وفيما ترتكز؟
يطالب المعلمون منذ سنوات بحقوقهم، ولكن كان يحدوهم الأمل في أن يحصلوا عليها في ظل وعود وزارة التربية والتعليم ولكن بعد أن مل المعلمون تلك الوعود التي تصدر من بعض منسوبي الوزارة ولا يكون لها أثر في أرض الواقع، وتذهب أدراج الرياح وأصبح عدد المعلمين الذين دون مستواهم يزداد سنويا وبشكل محير عاما تلو الآخر.
وما يصدر في الوزارة سواء لوائح أو غيرها كله يصب في النهاية في إحباط المعلم والتقليل من هيبته وقيمته الاجتماعية وتشويه هذه المهنة الشريفة والرسالة السامية.
انطلاقا من ذلك قررت مجموعة من المعلمين البدء بالمطالبة بحقوقهم وإيضاح معاناتهم وتركز تلك المطالب في" المطالبة بالمستويات النظامية التي أقرتها لائحة الوظائف التعليمية الصادرة بقرار مجلس الخدمة المدنية رقم 590 وتم العمل بها اعتبارا من 1/7/1402هـ, التي تنص في المادة الثانية منها المستويات والمؤهلات المطلوبة لكل مستوى ومن ضمنها حصول الجامعي التربوي على المستوى الخامس الذي يعين حاليا على المستوى الثاني في مخالفة صريحة لنص المادة.
كما أن من مطالب المعلمين استرجاع جميع الفروقات التي ذهبت خلال السنوات السابقة عليهم بسبب وضعهم على مستويات تقل عن مستوياتهم الحقيقية والنظامية.
ومن مطالب المعلمين تخفيض نصاب الحصص الذي هو 24 حصة ويكلف بأعمال كثيرة مع هذا النصاب لا يستطيع المعلم معها القيام بعمله على الوجه المطلوب, وتقلل عطاءه وتشتت أفكاره.
إضافة إلى المطالبة بإعادة الهيبة والمكانة الاجتماعية للمعلم التي أسهمت الوزارة بلوائحها وتعاميمها في سلبهم إياها.

كم وصل عدد المنضمين إلى لجنتكم؟ وما الصعوبات التي واجهتكم في البداية؟
عدد المعلمين يزيد كل يوم ـ ولله الحمد، وقد أنشئ موقع خاص على الإنترنت وأضحى نقطة تجمع المعلمين وتعرض مشكلاتهم، ووصل أعضاؤه حتى الآن إلى أكثر من أربعة آلاف مشارك، رغم قصر مدته الزمنية التي لا تتجاوز شهرين تقريبا.
أما أبرز الصعوبات في البداية كانت المال وكيف ننقل معاناتنا بالصورة الحقيقية، والحمد لله, بدأت بعض وسائل الإعلام تشعر بمعاناتنا وتتفاعل معنا، سواء المشاهدة منها أوالمقروءة ومنها صحيفتكم وتوجهها بكونها أول صحيفة سعودية تخصص صفحة أسبوعية خاصة بالمعلمين والمعلمات وهذا ـ لا شك ـ محل تقديرنا ونشكركم نيابة عن جميع المعلمين والمعلمات.

هل في رأيك ستحققون نتائج إيجابية؟ وما الصعوبات التي قد تواجهونها مستقبلا؟
إن شاء الله تعالى, نحن كلنا ثقة بتحقيق نتائج إيجابية يكون مردودها رفع مستوى التعليم الذي يبني جيلا متسلحا بالعلم متمسكا بعقيدته الإسلامية السمحة وانتمائه لوطنه وقيادته. ومهما كانت الصعوبات المستقبلية لن يثنينا شيء خصوصا أننا نطالب بحقنا, وبالطرق النظامية.

المستوى الخامس أصبح شبه أمنية للمعلم، هل من الممكن أن يتحقق له ذلك؟
أليس من المحزن أن يصبح المستوى الخامس حلما، وهو في الواقع أمر طبيعي وحق مشروع لكل معلم، وحتى لو أصبح الواقع والمفروض حلما سيتحقق ـ إن شاء الله.

قانونيا.. هل من الممكن أن تتحقق مطالبكم كمعلمين.. وهل من خوف أن يحرم المعلم وظيفته أو أن ينقل تأديبيا إذا تقدم بشكوى؟ وماذا يقول محاميكم في هذا الشأن؟
قانونيا نعم, ممكن جدا ولعلكم استمعتم إلى مداخلة المحامي أحمد المالكي في البرنامج الذي ناقش الزملاء فيه حقوق المعلم والمعلمة عبر "الإخبارية"، فقد أوضح وأكد أن المطالبة القانونية حق مشروع, وهو متأكد من كسب المعلمين قضيتهم في النهاية، أما بخصوص أن يعاقب المعلم بنقل وخلافه, فالمعلمون لم يرتكبوا جرما يعاقبون عليه, فمن يطالب بحقه ليس مذنبا.

موضوع مثل هذا, أليس من الأجدى أن يطرح على مجلس الشورى للنقاش، حيث صرح بعض أعضاء "الشورى" عن تضامنهم معكم بحسب الصحف المحلية؟
مجلس الشورى طرح في إحدى جلساته وطالب برفع الظلم عن المعلمين, ومداخلة الدكتور عبد العزيز الثنيان في برنامج "صاحب القضية" أعادت المطالبة، وأكدت الاهتمام بالمعلم، حتى لو تحت ظل شجرة، بل وأكد الثنيان أن المعلم أهم من عضو مجلس الشورى والمهندس والطبيب والطيار وغيرهم من أفراد المجتمع.
لا شك أن مثل هذا الكلام سيساعدنا على المضي قدما فيما نحن ساعون إليه، وأقدم أصالة عن نفسي ونيابة عن زملائي جزيل الشكر للدكتور عبد العزيز، داعين الله أن يكون هذا في موازين حسناته.

كثيرا ما ترمي وزارة التربية والتعليم باللائمة على وزارتي المالية والخدمة المدنية، ما يعني أن وزارة التربية لا تتحمل مسؤولية الترقيات والتعيينات، وقد تكسب الرهان في الأخير، فهل الشكوى ضد وزارة التربية والتعليم مجدية؟
وزارة التربية هي الجهة المسؤولة عن المعلم ويجب أن تأخذ له حقه وتطالب أي جهة تقصر في ذلك، والمعلم لا يستطيع تجاوز مرجعه ومطالبة الجهات المختلفة, والمحامي الذي سيتولى رفع القضية سيطالب بالحقوق جميع الجهات المعنية.

ديوان المظالم جهة حكومية وقانونية يلجأ إليها من وقع عليه ظلم، وقد استفاد بعض المعلمين, ولكن بصورة فردية (أي أشخاص معينين) من شكاواهم، ولكن بهذا العدد الكبير من المطالبين هل تتوقعون تحقيق شيء؟
نجن سنلجأ إلى ديوان المظالم بغض النظر عن العدد قليلا كان أم كثيرا, فالحق لا تبطله أو تصادره كثرة أو قلة.

لماذا إذن لا تبادر وزارة التربية والتعليم بالمساواة بين المعلمين ما دامت مطالب البعض قد تتحقق دون الحاجة إلى الشكاوى وما إلى ذلك؟
مبادرة الوزارة في المساواة تسأل عنها, وبدوري أضم صوتي إلى صوتك وغيرك من المطالبين وأتساءل لماذا؟!

ما رأيك فيمن يقول إن المعلم إذا ارتاح ماديا ومعنويا سيبدع في عمله ويبرز؟
لا شك أن المعلم إذا ارتاح معنويا ثم ماديا سيبدع في عمله وأنا أقدم معنويا على ماديا لأهمية أن يأخذ المعلم حقه المعنوي والأدبي قبل المادي، ومما يؤسف في الموضوع أن أغلب الوزارات إن لم تكن كلها تنافح عن موظفيها وتقدم لهم كل ما يسهل عملهم، ونحن نلاحظ أن وزارة التربية والتعليم لا تقوم تجاه منسوبيها بما يجب عليها، والكل يعلم أهمية التعليم وعظم قدر المعلم ومع ذلك لا أحد يأخذ مطالب المعلمين وحاجاتهم بكل ما تستحق أن تؤخذ به وليكن معلوما للجميع أنه دون توفير ما يسهل عمل المعلمين ويريحهم لن يجني الجميع تعليما جيدا وإذا نظرنا للمناهج والوسائل والتجهيزات المدرسية والنظام الإداري وما يعانيه المعلم يتجلى لنا صورة قاتمة للتعليم ومخرجاته والشواهد كثيرة.

ما أبرز مطالب الدفعات 1420 حتى 1427هـ حيث إن هذه الدفعات هي التي وقع عليها الظلم؟
كما أوضحت سابقا أبرز المطالب تتركز في حقوق مادية ومعنوية، تعديل المستوى وإرجاع الفروقات.

دفعة 1421هـ مازالت تمشي على السلم الوظيفي كما هو حرفيا ـ كما حكى لنا البعض ـ بينما الدفعات التي بعدها قد تعدتها في سنة من السنوات والآن هي معها على الدرجة نفسها والمستوى نفسه، هل من بين المطالبين من هذه الدفعة؟ وهل حصلوا على شيء؟
الدفعة 1421هـ حتى بعد مطالبتهم وضعوا على درجة الذين بعدهم نفسها وكان من المفترض أن يكونوا على درجة أعلى ويوجد عدد من المطالبين من هؤلاء الدفعة.

كم تبلغ الفروقات التي ستدفعها وزارة التربية لكم معلم؟
الفروقات تختلف من معلم إلى معلم ولا يمكن تحديدها بشكل دقيق ولكنها متراكمة منذ عشر سنوات وأكثر للبعض، وفي حالات قليلة يخسر المعلم ما يصل إلى ثلاثة آلاف ريال شهريا، وهذا أعلى مبلغ قد يحصل عليه معلم، فيما في الحالات الأخرى المبلغ أقل بكثير من هذا المبلغ.

هذا يعني أنها قد تصل في بعض الحالات إلى 300 ألف ريال أو بمتوسط 100 ألف ريال إذا ما وصفنا هذه الفئة بالقليلة, ألا ترى معي أن مبالغ كهذه يصعب توفيرها من خزانة الوزارة لكل معلم؟
ليس صعبا, وكما ترى الوزارات والجهات الحكومية الأخرى عند تثبيتها الموظفين والمستخدمين صرفت لهم، وهم في بعض القطاعات يصلون إلى أعداد كبيرة جدا، ولا يخفى على أحد أن نصيب وزارة التربية في الميزانية أضعاف غيرها من الوزارات والجهات الحكومية، فكيف تعجز وزارة التربية والتعليم عن ذلك.
هذا الموضوع يتطلب لحله تنسيقا بين وزارات التربية والتعليم والمالية والخدمة المدنية, ولا أعتقد أن ذلك سيكون عقبة كبيرة متى ما توافرت الرغبة, وتثبيت الموظفين المعينين على بند الأجور في جميع قطاعات الوظائف ليس بعيدا عن الأذهان وما زال مستمرا وقد تم تثبيت الموظفين على سلم المراتب ودفعت لهم فروقات رواتبهم, التي وصلت في بعضها إلى مبالغ كبيرة تفوق ما يطالب به المعلم, خصوصا أن بعضها وصل إلى 20 سنة وأخذت بأثر رجع, بينما المعلمون قد تكون المدة في أغلبها أقل من ذلك بكثير حيث لا تتعدى السنوات العشر.

هل من الممكن أن يحصل غيركم ممن لم يطالبوا أو تقدموا بشكوى مماثلة على ما تطالبون به من فروقات أم "اللي سبق أكل النبق" كما يقول المثل الشعبي؟
يسعدني أن يحصل الجميع سواء طالب أم لم يطالب على حقه، ولكن أعتقد أن من لم يطالب ليس كمن طالب.