مع غياب دور جمعيات حماية المستهلك وضعف وزارة التجارة
موقع (مقاطعة) ينشر الوعي ويحارب الاستغلال وارتفاع الأسعار




كتب - نايف أبوصيدة:
في خطوة تحسب لصالح مجتمعات الإنترنت الإفتراضية، قامت مجموعة من أبناء الوطن بتأسيس موقع (مقاطعة) الإلكتروني، لمقاطعة المنتجات الإستهلاكية لحماية وتوعية المستهلك، تحت شعار (لا ترفع الأسعار، فالبديل في الانتظار)، حيث يعرف أصحاب الموقع أنفسهم بأنهم مجموعة من أبناء الوطن يؤدون دورهم في محاربة ارتفاع الأسعار والغلاء الفاحش، ورغم محاولتي إقناع إدارة الموقع بلقاء صحفي، إلا أنهم اعتذروا بلباقة تحت دعوى أن الموقع ملك لجميع أعضائه، وأن أدوارهم مكملة لأدوار بعض، ليأتي بعد ذلك إغلاق الموقع كصدمة للعديدين من زواره، وبقيت الأسباب مجهولة وإن رفعت إدارة الموقع شعار (حسبنا الله ونعم الوكيل) عاد مرة أخرى بصورة اكثر تألقاً وتفاعلاً من الأعضاء.
انطلقت فكرة موقع (مقاطعة) من منتدى بناء، للعضو "قهوة الصباح"، ومع تحمس الجميع، قام مجموعة منهم بتأسيس الموقع وتركيب المنتدى والعمل عليه، وينقسم الموقع حالياً إلى عدة أقسام متخصصة مثل: العروض المميزة والشركات التي لم ترفع أسعارها للدعم، والمناقشات العامة، ثم تتوالى منتديات المقاطعة للمنتجات التي ارتفعت اسعارها مثل: المواد الغذائية، المطاعم، المحلات التجارية، المنظفات والمواد الاستهلاكية، أجهزة كهربائية وإلكترونية، سيارات ومحركات ووسائل نقل، ووفقاً للموقع أيضاً فقد تم إيضاح سبب فكرة المقاطعة، وهي:
* الخوف من الجوع والهلاك بعد الارتفاعات الخيالية في أسعار المنتجات الاستهلاكية والغذائية والمعيشية وتكلفة الإيجارات والأدوية.
* التضامن مع كثرة النداءات المتكررة من المواطنين و المقيمين بخطر ارتفاع أسعار بعض السلع الاستهلاكية المبالغ فيه والتي وصل بعضها لأكثر من (50%) من قبل التجار والمستوردين.
* تكاسل المسؤولين عن تصحيح هذه الأوضاع الخطيرة، فواجبهم الضرب بيد من حديد على من تسول له نفسه السرقة غير المباشرة من المستهلك الكادح.
* حبنا لهذا الوطن وسعينا في حمايته من ضعفاء النفوس الذين جعلوه مرتعا لجشعهم وأنانيتهم.
وعن الأهداف المرجوة من المقاطعة، تم ذكر:
* وضع حد للارتفاع المبالغ في الأسعار.
* توعية المستهلك بالمنتجات التي قامت مؤخرا برفع أسعارها بدون وجه حق.
* حماية المستهلك من جشع وطمع الطامعين في نهب أموالنا.
* إيجاد بدائل منتجات أخرى محافظة على أسعارها ودعمها.
* ايصال صوتنا لمن يهمه الأمر ليتحرك امام هذا المد الذي أهلك الصغير والكبير.
بالرغم من الجهد الواضح للأعضاء في متابعة الأسعار، إلا أن هناك بعض المواضيع يغلب عليها الطابع الانفعالي أو الرأي الشخصي العاطفي، ما يضعف من مصداقية الطرح لكاتبه، والموقع رغم أنه لم يتمم الشهرين من عمره، إلا أن الدور الذي يقوم به كبير، وهو ما يجعلني اسرف قليلاً في إيضاح ما يحتاجه لمزيد من تطوير، فهو يفتقر إلى الآن قائمة محدثة بشكل دوري لكل قسم واختصاصه، بحيث تكون قائمة مرتبة للمنتجات التي قامت برفع أسعارها وتبيان الفرق، وكذلك قائمة بالبدائل التي يطالب ويدعو إليها أعضاء الموقع، فما زال على الزائر أن يقوم بزيارة مواضيع شتى ليخرج بقناعة ارتفاع الأسعار، وشيء من تشتت! ما يضعف قدرته على اختيار البدائل وتفعيل المقاطعة بشكل أكبر، وإن كانت هناك دعوة بذلك آمل سرعة تفعيلها، وقد تم إنشاء فريق بحث للأسعار، موزعين في مناطق مختلفة داخل المدن (حالياً مدينة الرياض) بشكل واضح، بحيث يتلخص دورهم في عمل مسح ميداني للأسعار في بعض المحلات.
تفاعل العديد من المواقع الإلكترونية الأخرى، التي تجاوز عددها 110موقع، في دعم موقع المقاطعة، وتزايدها يجعل من الصعب القول بأنها مجرد نزعة أو زوبعة صغيرة، وتفاعل العديد من الكتاب في الصحف المحلية كذلك، يدل على الرغبة في تفعيل هذه الحركة كإحدى حركات توعية المستهلك المحلي، في ظل غياب شبه تام من جمعيات حماية المستهلك، وعدم وجود بوادر تحرك جاد من قبل وزارة التجارة. مع بروز موقع المقاطعة وعدد الزيارات والتفاعل المتزايد الذي يناله، ينتقل مستخدمو الإنترنت في المملكة إلى تفعيل خطوات العمل الإجتماعي انطلاقاً من العالم الإفتراضي، بعد أن ظل تناول القضايا الاجتماعية في الفترة الماضية محصوراً في عدد من المدونات الشخصية، والقليل من المنتديات، دون أي تحرك جماعي أو دعم جاد، ليظل التساؤل في ذهني حاضراً حول الفعالية المرجوة في مجتمع لم يتعد اختراق الإنترنت له نسبة 20% بنهاية العام الماضي!



http://www.alriyadh-np.com/2007/09/1...cle280473.html