لاصقاتها تذكر المحتويات الجيدة وتخفي السيئة
بعض أدوية الطب الصيني التقليدي تحوي مكونات ضارة ومسرطنة
تحليل تركيبة بعض الأدوية كشف وجود مشتقات حيوانات مهددة بالانقراض (إ ب أ)
تاريخ النشر: الأحد 29 أبريل 2012
يحظى الطب التقليدي الصيني بشعبية متزايدة وغير مسبوقة في الكثير من دول العالم. غير أن دراستين نُشرتا حديثاً أظهرتا أن بعض العلاجات التي يقدمها يمكن أن تكون ضارةً. وتُنبه الدراستان إلى مسألة بالغة الخطورة، وهي كون هذه العلاجات والأدوية المرخصة قانوناً في معظم الدول البلدان التي تُسوق بها لا تُضمن لاصقات محتوياتها جميع مكوناتها، بل تخفي مكونات يُصنف بعضها ضمن المواد المسرطنة.
وكان بعض المراقبين قد انتقدوا في فترات سابقة الترخيص لعدد من أدوية الطب الصيني التقليدي، منبهين إلى أن بعض الخلطات يمكن أن تشمل سموماً تتكون بشكل طبيعي، ويؤدي مزجها إلى ظهور ملوثات مركزة مثل المعادن الثقيلة، وأن صُناع بعض الوصفات والخلطات يُضيفون بعض المنشطات ومركبات ستيرويد عضوية تجعل هذه الأدوية تبدو أكثر فعاليةً ونجاعةً، دون الإشارة إلى ذلك في لاصق المحتويات، ناهيك عن إدخال مستخلصات حيوانية مهددة بالانقراض وممنوعة من الاتجار ضمن خلطات هذه الأدوية.
ويقول باحثون أستراليون، إنهم أجروا تحقيقاً حول هذا الموضوع باستخدام تكنولوجيا حديثة متطورة لكشف التركيبة البنيوية لـ15 عينةً من أدوية الطب الصيني التقليدي التي صُودرت مؤخراً في أستراليا. ويقول مايكل بونس “أخذنا هذه المستحضرات التقليدية وسحقناها، ثم استخرجنا الحمض النووي من المسحوق، فوجدنا أن بعض المنتجات تحوي مكونات مشتقة من حيوانات مهددة بالانقراض مثل الدب الأسود الآسيوي وظبي السايجا”. ويضيف بونس “إن الأمر المفاجئ هو أن غالبية هذه الأدوية تتعامل بانتقائية مع تعداد مكونات الدواء، إذ تُشير إلى بعض المكونات وتُخفي أخرى”، وهو التصريح نفسه الذي ورد في النسخة الرقمية لمجلة “بلوس لعلم الوراثة”.
وخلال تحليلهم المستحضرات العشبية، وجد بونس وزملاؤه 68 نوعاً نباتياً، منها نباتات من جنس “إفيدرا” و”الزنجبيل البري”. والجنسان كلاهما يحتويان على مواد سامة مثل ﺣﻤﺾ ﺍﻷﺭﻳﺴﺘﻮﻟﻮﻛﻴﻚ المحظور في العديد من الدول نظراً لثبوت تسببه في أمراض الكلى وسرطان المثانة. وعلى الرغم من أن رصد الحمض النووي لبعض الفصائل لا يعني بالضرورة أنها تحوي سموماً، فإن التحليل الكيميائي لكل عينة من أربع عينات كان يُظهر وجود الزنجبيل البري وحمض ﺍﻷﺭﻳﺴﺘﻮﻟﻮﻛﻴﻚ. وقد فصلت الأكاديمية الوطنية للعلوم في بحث نشرته مؤخراً المخاطر الصحية التي يمكن أن يتسبب بها هذا الحمض.
ويجدر التذكير بأن تايوان تُسجل بها أكبر معدلات الإصابة بسرطان المثانة في العالم. ما يُرجح أن يكون لاستخدام الأدوية العشبية والحيوانية دور ما. وقد سبق لدراسة تحليلية سابقة الإشارة إلى أن ثلث التايوانيين يستهلكون أعشاباً تحتوي على حمض ﺍﻷﺭﻳﺴﺘﻮﻟﻮﻛﻴﻚ.
وفي السياق نفسه، قام علماء بدراسة التركيبة البنيوية لأورام 151 مريضاً بسرطان المثانة، فوجدوا أنه من بين هؤلاء المرضى الذين ظهرت لديهم طفرات على مستوى المورثات الكابتة للورم، سُجل لدى 84% منهم إشارات تُفيد بتعرضهم لحمض ﺍﻷﺭﻳﺴﺘﻮﻟﻮﻛﻴﻚ. وتُقدم الدراسة دليلاً قوياً على أن هذا الحمض هو السبب الأولي لارتفاع معدل الإصابة بسرطان المثانة في تايوان.
عن “واشنطن بوست”
اقرأ المزيد : بعض أدوية الطب الصيني التقليدي تحوي مكونات ضارة ومسرطنة - جريدة الاتحادhttp://www.alittihad.ae/details.php?id=42010&y=2012#ixzz1tcFRO6GG