عين المستهلك
بقلم : عبدالعزيز الخضيري
٢٠١٢/٤/٦
حتى لا نكون (أضحوكة) يا وزير التجارة
(إن رؤية الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة لعام 2020م، هو أن تكون المملكة بمنتجاتها وخدماتها معياراً عالمياً للجودة والإتقان).
ما إن قرأت هذه العبارة في الموقع الإلكتروني لهيئة المواصفات والجودة حتى طاف بي الخيال إلى صالة القدوم في أحد مطاراتنا الدولية وأنا أشاهد أرتال خبراء التخطيط وخبراء الجودة من آسيا وأوروبا والأمريكتين وتحديدا من اليابان وألمانيا الذين اصطفوا طوابير أمام موظف الجوازات للدخول إلى المملكة لينهلوا ممَّا وصلنا إليه من الجودة والإتقان في كل ما نصنعه من منتجات وخدمات، ولينقلوا التجربة إلى بلدانهم وليقيسوا قبل ذلك مدى تطورهم الصناعي والخدمي بما وصلنا إليه في المملكة من الجودة والإتقان، كوننا معياراً عالمياً أو أحد المعايير العالمية في هذا المجال على مستوى العالم.
هل نفهم من هذه الرؤية أنه بعد ثماني سنوات فقط ستنتهي كافة أنواع الغش التجاري والتقليد ومشاكل خدمات ما بعد البيع والضمان على السلعة ومشاكل الخدمات من نقل وتعليم واتصالات… الخ؟
متى يتوقف بعض المسؤولين عن التضخيم والتهويل ونفخ بالونات الوعود المضحكة؟
إنَّ هذه الرؤية وللأسف الشديد ألقيت في مناسبات متعددة داخل وخارج المملكة ونشرت إعلامياً، وهذا يؤكد أننا نفضح أنفسنا أمام الجميع وبجدارة لما وصلت إليه بعض عقلياتنا ولنكون (أضحوكة) للجميع بإرادتنا.
فكيف تكون المملكة (معيارا دوليا للجودة والإتقان بمنتجاتنا وخدماتنا) ونحن لم نصل إلى نصف مستوى بعض الدول المجاورة فما بالكم بالدول المتقدمة؟
بل كيف تعلن جهة حكومية هذه الرؤية المضحكة ونحن مازلنا نعاني من حفر الشوارع المتتالية ومشاكل الأمطار والنقل العام؟
آمل من معالي وزير التجارة رئيس مجلس إدارة هيئة المواصفات تغيير هذه الرؤية بأخرى أكثر منطقية ومصداقية مع المواطن أولا، متمنياً من معاليه البحث عمن يردم حفرياتنا.
http://www.alsharq.net.sa/2012/04/06/204112