استشاري سعودي لـ الاقتصادية : الأطباء حائرون ولا يعرفون كيف يعالجونهن حتى الآن
الكشف عن حقن سيدات أجرين عمليات تجميل بمواد تستخدم في الخيول
د. خالد الزهراني
رانيا القرعاوي من الرياض
كشف لـ ''الاقتصادية'' طبيب سعودي يعمل استشاريا في عمليات التجميل، عن تعرض بعض السيدات اللاتي أجرين عمليات تجميلية لحقن تستخدم في تجميل الخيول، وهو ما سبب بدوره مشكلات صحية لهن ولم يستطع أطباء التجميل التوصل حتى الآن إلى علاج لأعراض تلك الإصابات.
وأكد الدكتور خالد جمعان الزهراني استشاري التجميل في مستشفى الملك خالد الجامعي أستاذ مساعد في كلية الطب في الرياض، أنه بالفعل واجهتهم مشكلات من هذا النوع، حيث تشتكو السيدات المصابات بعد عمليات التجميل بحقن جمال الخيل بأعراض التورم والانتفاخ والحرارة المزمنة والتهابات وصديد.
ولفت الدكتور الزهراني إلى أن هذه الحوادث كانت مثار حديث بين أطباء التجميل في اجتماعهم الأخير، بعد أن تكررت مثل تلك الحالات وإلى الآن لم يتم التوصل إلى علاج حاسم.
وفيما لا يزال الجدل دائرا حول استخدام سيليكون الثدي المغشوش الذي أحدث ضجة في معظم دول العالم، لم يخف الدكتور الزهراني أنه من ضمن من تعرضن لحقن جمال الخيول سيدات متعلمات، مبديا استغرابه من عدم التفاتهن للمخاطر التي قد تسببها مثل هذه العمليات المشبوهة، وهو في رأيه ما تختلف فيه السيدات السعوديات عن الأمريكيات، إذ إن الأخريات يجمعن كل تفاصيل العملية، كما أنهن أكثر حرصا على معرفة جميع أنواع المنتجات التي يتطلب استخدامها في عمليات التجميل التي تجرى لهن، وكذلك أسهم الطبيب وإمكاناته وسمعته أيضا.
ذكر الزهراني أن حادثة استخدام سيليكون الثدي المغشوش التي ظهرت في دول الاتحاد الأوروبي أخيرا، دفعت بكثير من السيدات في السعودية إلى التفكير أكثر قبل إجراء عمليات التجميل الخاصة بشد أو تكبير الصدر، وقال: ''بل إن نسبة كبيرة منهن تراجعن عن الفكرة''.
وأفاد الدكتور الزهراني أن المشكلة التي يواجهها الأطباء في عيادات التجميل في المستشفيات الحكومية، أن معظم السيدات اللاتي تظهر لهن مشكلة من جراء عمليات التجميل غير ملمات بنوع المنتج المستخدم أو اسمه، وهو ما يضطرهم لإجراء عملية جراحية أخرى فقط لمعرفة نوع السليكون المستخدم في العملية، وذلك على الرغم من أنه من شروط إجراء عملية تجميل الصدر أن يعطى للسيدة رقم المادة المستخدمة ''الاستيكر'' نوع السليكون وهو حق من حقوقها، مشددا على أن الطبيب الذي يرفض إعطاء السيدة هذه المعلومات ويحتفظ بها لديه يعكس عدم مأمونية السيلكون المستخدم وعدم الالتزام بمعايير المهنة في عمليات التجميل.
وأضاف: ''بعض السيدات يجرين عملية التجميل لدى طبيب غير مقيم وربما يكون في زيارة خاطفة لأحد المستشفيات الخاصة ولا يتم الاحتفاظ بنوع أو اسم السليكون أو بأرقام التواصل مع الطبيب للاستفسار، رغم أنه من المعروف أن مشاكل عمليات التجميل قد لا تظهر إلا بعد سنوات من إجراء العملية''.
وطالب الدكتور الزهراني بضرورة التفات الجهات المعنية في التعامل مع الأطباء الزائرين أو غير المقيمين لأنهم في العادة يجرون عددا من العمليات ولا يعرف بعد ذلك طرق الوصول إليهم عند حدوث أي مشكلة في العملية أو نتائجها، خاصة مع قلة وعي السيدات اللاتي لا يطلبن أي تفاصيل عن العملية.
هذا ويعتزم الدكتور جمعان، إنشاء موقع إلكتروني على ''الانترنت'' كي يكون مصدرا موثوقا للمعلومات عن عمليات التجميل والنتائج المتوقعة والأخطار وتوعية المجتمع بذلك، بعد ملاحظته أن أغلبسة المعلومات التي تستند إليها السيدات في إجراء العمليات تعتمد على منتديات إلكترونية غير متخصصة وتتضمن معلومات غير موثقة من قبل غير المتخصصين، كما أنه بصدد الانتهاء ضمن فريق الجامعة من دراسة متخصصة علمية توضح نسبة إقبال السيدات تحديدا على عمليات التجميل.
واستنادا إلى واقع ملاحظته صنف الزهراني عمليات التجميل الأكثر في السعودية: شفط الدهون في المرتبة الأولى، بعدها تجميل الأنف وشد البطن، فيما تأتي عمليات تجميل الصدر في المرتبة الثالثة.
http://www.aleqt.com/2011/12/31/article_611837.html