1
دخل رجل إلى مكتب المرور الواقع على جسر الملك فهد، لأخذ تفويض لسيارته ليعبر بها إلى البحرين بعد أن وصل من الرياض مع عائلته إلى المنفذ الحدودي، وما إن دخل ليأخذ الورقة، حتى منعه رجل المرور الذي كان موجوداً ذلك اليوم الموافق 21 من شهر سبتمبر الماضي، ونهرهُ بكل قلة أدب قائلاً: «أطلع بره... ممنوع بأمر من وزارة الداخلية أن أُساعدك وأدخلك هذا المكتب وأنت ترتدي هذا البنطلون... بره»!
وكان الرجل يرتدي بنطلوناً تحت الركبة « برمودا»، لا يخدش الحياء العام ولا يوجد به أية مخالفة، ظل يتوسل ويتذلل لرجل المرور، ويطلبه الورقة وكأنه يطلب شيئاً ليس من حقه، ولكن أصر رجل المرور على أن لا يساعده، ولا يمنحه ورقة التفويض، لأن لديه توجيهات واضحة ومحددة من وزارة الداخلية، تنصُ على أن لا يُمرر أية مُعاملة لأي «مواطن» يرتدي «شورت» بالتحديد!
ما هي إلا لحظات ودخل مسافر أميركي، يرتدي بنطلوناً اقصر من ما كان يرتديه المواطن الذي سبقه يُطلق عليه «شورتاً» حقيقياً، يطلب نفس الورقة،، فما كان من نفس الجندي إلا أن طبع له الورقة بكل أدب واحترام مُتناه، من دون أن يذلُه، أو يتسلط عليه، غير عابئ بـ«شورت» السباحة الذي كان يرتديه الأميركي! السؤال الذي نتمنى أن تجيب عليه وزارة الداخلية، هل هناك تعاميم سرية لا يدري عنها الموطن يتم إملائها على بعض الموظفين! وفي نفس الوقت نسأل إدارة المرور، ما هي صلاحيات رجل المرور بالتفصيل! وهل المناصحة والطرد أصبحا جُزءاً من واجباته، أم بسبب تفشيه في الثقافة المحلية!
هالة القحطاني جريدة الحياة