لا «تويتروا»!
صيغة الشمري
بدأت تستفحل موضة بين بعض المسؤولين لدينا ألا وهي موضة التسجيل في الشبكة الاجتماعية «تويتر»،أو «الفيس بوك» وهي لعمري موضة حضارية تنم عن مواكبة متغيرات العصر، وفي بلدنا تعتبر موضة ـ فوق ما ذكر ـ تنم عن شجاعة منقطعة النظير، فالمسؤول السعودي الذي يختار أن ينضم لقائمة «المغردين» في سماء شاسعة مليئة بملايين البشر هو مسؤول يستحق أن يقلد وساما للشجاعة من طراز رفيع،
لا نريد أن ننغص فرحتنا بهم ونصفهم بالمقلدين للمسؤولين في الغرب، الذين يجدون أنفسهم مغردين غير آبهين بمواجهة سيل من الأسئلة التي تريد جوابا شافيا عما يحصل من تقصير، لأن المسؤولين في الغرب يعتبرون مناصبهم ومسؤوليتهم كوظيفة ينطبق عليها ما ينطبق على باقي الموظفين،
بعض المسؤولين عندنا تمنيت لو أنهم ظلوا على نظام المكاتبات القديمة ولم يتحمسوا «للتوترة» لأنهم لن يطيقوا صبرا على ذلك، لن يستطيعوا الاستمرار أمام سيل جارف من الشباب السعوديين الذين يبحثون عن إجابات واضحة ومقنعة لجميع أسئلتهم المتعلقة بالتقصير الذي يخص الجهة التي يتبع لها المسؤول، شباب «تويتر» السعودي أو الفيس بوك أو ما عداه من الشبكات الاجتماعية منحته البطالة وقتا كافيا للنبش في كل شاردة وواردة مما سيجعل تغريد هذا المسؤول مشوبا ببعض التشوهات المحرجة، ليعود نادما ولسان حاله يقول «ياريتني ما توترت»، لذلك درءا للمفاسد جريا على عادتنا الاجتماعية الأهم
أرجو من بعض مسؤولينا الكرام أن «يحشموا» أسماءهم ويحموا مسؤوليتهم ولا «يتوتروا» تقليدا للغرب، ومن «يتوتر» عليه أن يتحمل ما سيأتيه من سيول جارفة من الأسئلة يفوق هولها سيول مدينة جدة، ولا بأس من التريث لسنوات قليلة والتحضير لهكذا مواجهة غير متوقعة النتائج، الشبكات الاجتماعية على الشبكة العنكبوتية فرضت سطوتها على العالم بأكمله، وبدأ صوتها يعلو جميع الأصوات، ولا مكان لأصحاب أنصاف الحلول والمواربات للتواجد بها،
إن كنت مسؤولا تعلم أن لا ثغرة تشوب عملك فاقفز في بحر «تويتر» آمنا مطمئنا، عدا ذلك، لا بأس من البقاء على «الفاكس»!
http://www.okaz.com.sa/new/Issues/20...0908443483.htm