أرادت شركة سعودية مقرها الليث تصدير الربيان إلى أوروبا ، و لأن للاتحاد الأوربي شروط خاصة لاستيراد الإغذية من دول العالم الثالث ، فقد طلبت لجنة مختصة زيارة مقر الشركة أولا للتأكد من سلامة المنتج و مطابقته لمعايير السلامة الأوربية ، جاءت اللجنة ، زارت كل مقرات الشركة ، و كتبت تقارير عن كل مراحل الإنتاج و أخذت عينات من كل شيء ثم عادت لأوربا و طلبت من الشركة الانتظار حتى يتم الفسح لمنتجهم ، مرت عدة أشهر ثم جاءت المواقفة أخيرا بأن المنتج آمن غذائيا و يمكن تصديره لمواطني الاتحاد الأوربي .
الآن يا سادة تعلمون أن الرقابة عندنا جعلت من أسواقنا أفضل أسواق العالم في الغش التجاري ، و تعلمون أن الرقابة عندنا جعلت تمورنا ملوثة بخمسة أنواع من المبيدات الحشرية و جعلت خُمس الملابس المستوردة مسرطنة ، و جعلت نسب أمراض مثل السرطان و الفشل الكلوي و الفشل الكبدي تتضاعف عشر مرات خلال سنوات قليلة .
و نحن نعلم أن أجهزة الرقابة عندنا مثلها مثل غيرها من الأجهزة الحكومية تعاني أمراض مزمنة مثل : الرشوة ، الفساد ، المحسوبية ، قلة التأهيل ، ضعف الإمكانات ، الترهل الإداري ، نقص الكوادر ، غياب الكفائات .
لذلك فكرت أن نستفيد من الاتحاد الأوربي القلقان ليل نهار على سلامة غذاء و صحة المواطن الأوربي ، و الفكرة بسيطة ، كل منتج يريد أن يدخل أسواقنا أو يصنع داخل بلادنا نتظاهر بأننا نريد إرساله للاتحاد الأوربي ، طبعا الاتحاد سيرفض و سيطلب أولا أن يجتاز المنتج فحوصات معاملهم و مختبراتهم و تقارير لجانهم ، و هذا عز الطلب ، نتركهم يتعذبون حتى يصدرون تقاريرهم ، فإذا ما وافقوا على المنتج فسحنا له نحن ، و إذا لم يوافقوا عليه لم نفسح له !
أما ماذا نصنع بعد ذلك بأجهزتنا الرقابية العتيدة في وزارتي التجارة و البلدية و في الجمارك ؟؟
إلى أقرب …… تشليح !