تمكين «التوطين» ممكن جداً
المصدر:
التاريخ: 01 مارس 2011
تشغيل المواطنين من الخريجين وغيرهم وإيجاد فرص عمل مناسبة لهم، حق مشروع، ولطالما نادينا بهذا وطالبنا بضرورة إفساح المجال في القطاع الخاص بكل مجالاته، أمام الشباب المواطن ليأخذ فرصته، واقترحنا فرض ذلك بقوة القانون على من يتقاعس عن هذا العمل من الأجانب، ولا يزال مصرا على غلق الأبواب أمام المواطنين الباحثين عن العمل، وفتحها على مصراعيها أمام بني جلدتهم وجلبهم من أوطانهم على كفالة الشركات والمؤسسات التي يمتلكونها، حتى أصبح تواجد العمالة في كل منها عنوانا لجنسية صاحبها.
نطالب بفرض تشغيل المواطنين في القطاع الخاص، ليس من باب المنة بل كواجب تفرضه المصلحة، فمن يعمل ويكسب ويربح على هذه الأرض، يتحتم عليه ألا ينسى ما يتحقق له هنا والتسهيلات المقدمة له من حرية العمل وحرية التعامل مع أمواله، وحرية الحوالات وما إلى ذلك. فليس أقل من احتواء نسبة من المواطنين ضمن موظفيها، لا تقل عن 40٪ على أقل تقدير، على أن يكون هذا التوطين فعليا، لا كما هو حاصل في بعض المؤسسات التي تلبس موظفات آسيويات وربما غيرهن العباءة والشيلة حتى إذا اقتربت من إحداهن تطلب خدمة هزت لك رأسها وحدثتك بالانجليزية.
إن أمر صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، بإنشاء صندوق خليفة لتمكين التوطين وتحفيز المواطنين على العمل في القطاع الخاص، يجب أن يتصدر أولويات هيئة تنمية وتوظيف الموارد البشرية «تنمية»، وأن ينسى القائمون عليها ما عداها من برامج وخطط سابقة لم تحقق نجاحات ملموسة، وأن يتوقفوا قبل كل شيء عن ترديد مقولات حول رفض بعض الشباب لبعض الوظائف، فمن الظلم تعميم حالة على آلاف تنتظر الفرج بنيل فرصة عمل.
في الفجيرة ورأس الخيمة وأم القيوين ـ تحديدا ـ يعاني الشباب بطالة حقيقية، ولا يترددون في قبول أي وظيفة تدر عليهم دخلا مهما كان بسيطا ومتواضعا، ومهما تطلب العمل ساعات طوال تمتد أحيانا لأكثر من 10 ساعات مقابل 5 آلاف درهم، وكثيرون يقبلون درجات وظيفية أقل مما يستحقونها، أملا في الخلاص، وآخرون يعيلون أسرا اضطروا لظروف خاصة كإكمال تعليمهم لترك وظائفهم، عادوا محملين بالشهادات العليا ولا يجدون فرص عمل، من أجلهم ينبغي أن تبذل الحكومات المحلية جهودا حثيثة في هذا الصدد.
هؤلاء يعيشون أزمة حقيقية في رحلة البحث عن وظيفة، في مجتمع يحتضن ملايين الأيدي العاملة من الشرق والغرب، بعضهم يحمل مؤهلات وذو كفاءة، والكثير منهم يأتي ليتعلم هنا ومن ثم تكون حظوظه أوفر من أبناء الوطن، والبعض يأتي بتأشيرة زيارة أو رحلة استكشاف للبلد، ولا يلبث أن يحصل على وظيفة.
في الإمارات الجميع مرحب به، والأبواب مفتوحة أمام الأشقاء والأصدقاء، فهي بمثابة البيت الكبير الذي يضم كل الشرفاء ممن اختار العيش والعمل والإقامة فيه، شرط ألا يعيش ابن الوطن مغبوناً.