تزايد المخاوف من التلوث وطوكيو تدرس مساعدة أميركية
«الطاقة الذرية» : إشعاعات فوكوشيما خطيرة جداً
تاريخ النشر: الأربعاء 23 مارس 2011
وكالات
تزايدت المخاوف من تلوث نووي في اليابان حيث لا تزال السلطات عاجزة عن إزالة تهديد محطة فوكوشيما للطاقة النووية التي تثير انبعاثاتها مخاطر تلوث الأغذية البحرية.
وطلبت وزارة الصحة اليابانية امس من محافظتي شيبا وايباراكي شرق طوكيو تكثيف مراقبة نوعية الأسماك والرخويات التي يتم صيدها على السواحل بعد ان سجلت نسب يود 131 وسيزيوم 134 اكبر بـ126,7 ضعف و24,8 ضعف على التوالي من المعايير المقبولة التي حددتها الحكومة في مياه البحر قرب فوكوشيما.
كما فاقت نسبة السيزيوم 137 المسجلة المعيار المقبول بـ16,5 ضعف بحسب شركة "طوكيو الكتريك باور" (تيبكو) التي تشغل المحطة، مؤكدة ان نسب الإشعاع لا تشكل خطرا على الصحة البشرية. بينما اشار مسؤول في قطاع الصيد الى أن أنشطة الصيد لم تستأنف بعد في المنطقة لأن السفن والمرافئ دمرتها موجات المد الهائلة "تسونامي" التي أعقبت الزلزال المدمر بقوة تسع درجات في 12 مارس.
وأعلنت وزارة العلوم أنها ستقوم اعتبارا من اليوم الأربعاء باختبارات في البحر في ثمانية مواضع مختلفة وعلى بعد 30 كلم من سواحل فوكوشيما. بينما قال المتحدث باسم قطاع الصيد شونجي سوزوكي "ان الصيادين لن يستأنفوا العمل إلا عندما نكون قد تحققنا من مستوى الإشعاعات في منتجات البحر".
واستؤنفت الأعمال امس لمحاولة إعادة تشغيل أنظمة تبريد المفاعلات في محطة فوكوشيما لتجنب أي انبعاث مشع جديد بعد ان كانت تعرقلت فجرا نتيجة انبعاث دخان مريب من المفاعلين 2 و3. إلا أن "تيبكو" أوضحت ان الدخان لن يؤثر على الأعمال الجارية حاليا.
وبدأ التقنيون باستخدام شاحنة ألمانية مجهزة بمضخة أسمنت متحركة لرش المياه على سطح المفاعل 4 المتضرر. كما يجري نقل شاحنة مجهزة بذراع متحركة ضخمة من الصين الى اليابان حيث ستستخدم لرش المياه على المنشآت النووية.
وأعلن وزير الدفاع الياباني توشيمي كيتازاوا أن بلاده ستقوم بتنسيق عرض للمساعدة من الجيش الأميركي في غضون يوم أو يومين لمواجهة الأضرار التي لحقت بمحطة فوكوشيما. وقال وزير الدفاع الأميركي روبرت جيتس إن الوزارة تراقب عن كثب الإشعاع المتسرب من مفاعلات فوكوشيما وقلقة بشدة على صحة الجنود الاميركيين من الرجال والنساء.
وجدد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو من مخاطر محطة فوكوشيما، مشيرا إلى أن الأزمة لم تنته بعد ويظل الوضع خطيرا جدا.
وقال المسؤول جيمس ليونز إن الوكالة قلقة لعدم تلقيها بعض المعلومات بشأن المحطة المعطوبة لاسيما احتواء الوحدة 1، ودرجات حرارة أحواض الوقود المستنفد بالمفاعلات رقم 1 و3 و 4، مشيرا الى أن الإشعاع لا يزال يتسرب لكن لا يعرف على وجه الدقة مصدره.
ويشكل المفاعل 3 الذي أصيب بأكبر قدر من الأضرار القلق لدى السلطات لانه يحتوي على مادة "ام او اكس" وهو مزيج من أكسيد البلوتونيوم واليورانيوم الذي ينتج عن إعادة التدوير والذي تعتبر انبعاثاته اكثر ضررا من الوقود المكون من اليورانيوم.
وكررت الهيئات العامة المختلفة في اليابان أن مستوى النشاط الإشعاعي الذي تم تخزينه في مياه الأمطار ومياه الصنابير او في بعض الأغذية حول المفاعلات المتضررة بفعل الكارثة لا يشكل تهديدا للصحة، غير أن الحكومة اتخذت قرارا بمنع السبانخ والكاكينا وهي نبتة يابانية ذات أوراق خضراء تزرع في اربع محافظات قريبة من المحطة النووية، وكذلك الحليب المنتج في فوكوشيما.
وارتفعت حصيلة الكارثة المزدوجة التي اعتبرت الأسوأ في تاريخ اليابان منذ الحرب العالمية الثانية الى 22 ألف قتيل ومفقود من بينهم 9079 وفاة مؤكدة. وواصل عمال الانقاذ في المناطق المدمرة على الساحل الشمالي الشرقي انتشال الجثث، إلا ان الأمل في العثور على ناجين بات شبه معدوم.
وبدأ امس من جديد انقطاع التيار الكهربائي عن عشرة ملايين منزل في اليابان. وقالت وكالة "كيودو" إن انقطاع التيار سيستمر لمدة ثلاث ساعات و40 دقيقة في كل منطقة. في وقت طالب يوشيهيرو موراي حاكم مقاطعة مياجي بمدينة سينداي عاصمة المقاطعة إعطاء الأولوية لإنقاذ الأشخاص المتضررين مراكز الإيواء.