أبشر بطول سلامة
الثلاثاء, 08 مارس 2011
قبل فترة قرأت خبراً صغيراً عن لجنة في معهد الإدارة العامة لدراسة نظام هيئة مكافحة الفساد وحماية النزاهة «التي أعلن عنها منذ سنوات!»، ثم لم يرشح أي جديد عن قضية القضايا، لذلك فإن الأخبار الصحافية التي تتحدث عن قضايا فساد يعلّق عليها «بعجز» بيت الشعر الشهير «ابشر بطول سلامة يا مربع».
تعودنا من اللجان طول الأمل والإرجاء وعدم وضوح النتائج. إنها حتى لو دوّنت في المحاضر لا تعلن بشفافية، ولا يزال بعض منا مختلفاً حول التشهير بالفاسدين من مستغلي النفوذ وأكلة المال العام وتجار الغش، لا يزال بعض الإخوان «غير إخوان وزير المالية» في مرحلة جدل تشابه جدل البيضة والدجاجة وأيهما أولاً، حصانة للفساد بعباءة ملوّنة، عشنا سنوات طوالاً بين الوعظ والتعميم، بل حتى الأول على كثرة نجومه الفضائيين، لم يطاول قضايا الفساد والغش إلا مؤخراً وبعد أن قالت فيها الصحافة المكتوبة ما فاض عن حاجة التحذير. وحلمنا بأن تتحرك هيئة الرقابة والتحقيق وديوان المراقبة العامة والمباحث الإدارية التحرك الصحيح المنجز والواضحة نتائجه للرأي العام، لكن هذا لم يتحقق، لأسباب غير معلنة. لذلك فإن أخباراً وتحقيقات تنشرها الصحف لم تعد تؤثر، فحين ينشر عن اختلاسات في مستشفى العيون بالرياض من موظف بأحد عشر مليوناً، فهذا غيض من فيض. تراكم شبيه له في الصحة. يرد المستشفى أنهم اكتشفوا الأمر قبل «قدوم» مندوب ديوان المراقبة، فماذا فعلوا يا ترى؟ إن الاكتشاف المتأخر للفساد دليل فشل إداري متغلغل، ومثله فشل شركة للحاسب متعاقد معها من المستشفى منذ عامين!! فلن يظهر من تعاقد وراقب في الصورة، لذلك يكرر الناس القول «ابشر بطول سلامة يا مربع».
وحينما يذكر عن تحرك لجنة لملاحقة 12 شركة تأمين «هجــت» بأمـوال العباد منذ زمن، فمن المتوقع أن تتحرك اللجنة حول نفسها لتنتج لجنة أخرى... ربما لجاناً، في هذا الشأن لدى مؤسسة النقد علم «منذ مبطي» فماذا فعلت؟ وهل ساءلها أحد؟
وحينما تنشر الصحف عن لجنة تكشف منح أراضٍ لمسؤولين وأقاربهم، إذ مُنح رئيس لجنة منح الأراضي وابن أخيه وشقيقه في بعض المحافظات ووكيل البلدية والسكرتير والمراقب ورئيس قسم المشاريع وأعضاء في اللجنة الخ... شجرة عائلة لجنة المنح، فهي لا تــأتي بجديد، اللهم إلا معرفة العلاقة العائلية والوظيفـية في خريطة منح أراضٍ على الشواطئ، «كل واحد يعرف جاره»، وفي العلم كما نتذكر أوامر علــيا تمــنع المنح على الشواطئ إن بقي منها شيء! وما كشف في محافظة بدر نموذج صغير لأسلوب متفشٍّ، فالأقربون أولى بالشواطئ والمنح، وعلى المتضرر استئجار «صندقة».
عبدالعزيز السويد
http://ksa.daralhayat.com/ksaarticle/242028