شركات عملاقة لتصنيع الأطعمة تستخدم مصطلح «الأطعمة الطبيعية» لزيادة مبيعاتها
شريفة محمد العبودي
يوماً عن يوم يزداد الاهتمام بالأطعمة الطبيعية (غير المصنعة) بعد ان ثبت أن المصنعة فقيرة بالفيتامينات والمعادن الضرورية للصحة، فانتشرت المحلات والمنتجات الغذائية التي تصف نفسها بأنها طبيعية، وابتدأت تسحب البساط من تحت أقدام شركات التصنيع الغذائي العملاقة، أي ابتدأت تستحوذ على حصة كبيرة من الأرباح. وفي خطة لزيادة أرباحها من سوق "الأطعمة الطبيعية" ذكرت مجلة Food Politics في عدد يناير 2011م أن إحدى شركات المشروبات الغازية العملاقة (بالإضافة إلى المشروبات الغازية تنتج الشركة أطعمة خفيفة مثل العصيرات ورقائق البطاطس والبسكويت الخ...) أعلنت عن طرح منتجات "طبيعية" لزيادة مبيعاتها من 10 بلايين دولار في عام 2010م إلى 30 بليون دولار بحلول عام 2030م!! وخطة زيادة المبيعات تقوم على تغيير في منتجاتها.
فنصف (فقط نصف) ما تنتجه من رقائق البطاطس سيصنع بمكونات "كلها طبيعية". وستطرح منتجاً جديداً هو عصير فواكه جديد للأطفال.
ولكن، على المستهلك ان يحذر من ادعاءات شركات همها الأكبر هو زيادة المبيعات وتحقيق الربح. فكلمة "طبيعية" كلمة مطاطة ليس لها تعريف واضح، بل يخضع تفسيرها لأهواء الشركة المنتجة.
والأطعمة التي تصفها الشركات ب "الطبيعية" يمكن أن تكون مكوناتها محوّرة وراثياً، وقد تكون رشّت بالمبيدات، وقد يكون بها نسبة من شراب الذرة عالي الفركتوز (أسوأ انواع السكر المكرر)، وقد تكون بها مضافات ومحسنات طعم وقوام!! وبالرغم من كل ذلك فإن ما أعلنت عنه الشركة هو خطوة (صغيرة) في الاتجاه الصحيح لأنها لن تستخدم في نصف ما تنتجه من رقائق البطاطس (نصفها فقط!) مكونات ضارّة مثل أحادي جلوتومات الصوديوم (لتحسين الطعم) وألوان مصنّعة (لتحسين الشكل) وغيرها من المواد الكيميائية.
أما بالنسبة إلى منتج عصير الأطفال "الطبيعي" الذي أعلنت عنه الشركة فهو
ليس طبيعياً لأن نسبة كبيرة منه من عصير الفواكه المركّز. والحقيقة أن مصطلح "عصير الفواكه المركز" بعيد عما يدلّ عليه فهو عبارة عن محلول من عصير الفواكه الخفيف القوام تتم زيادة كثافته وتحسين نكهته عن طريق المعالجة (التصنيع) بإضافة مواد كيميائية وكميات سكر كبيرة وفيتامين ج.
والهدف من نشر هذه المعلومات هو التوعية بالأساليب التي تتبعها شركات تصنيع الأطعمة لتحقيق الربح على حساب صحة المستهلك. ولذا، فالأفضل عند الحاجة إلى وجبة خفيفة للصغار أو الكبار هو التعوّد على تناول موزة أو تفاحة أو حفنة زبيب أو خيارة او جزرة أو بضع ورقات خس، فهذه هي "الأطعمة الطبيعية".
http://www.alriyadh.com/2011/02/15/article604864.html