أحياناً... الدوامة الصحية
الاربعاء, 29 سبتمبر 2010
عبدالعزيز السويد
توفي رجل في مسجد بحي السلي شرق الرياض فمكث جثمانه من الظهر إلى المغرب لا يجد من ينقله على رغم اتصالات مصلين، وحضور الإسعاف والشرطة لكن نقل الجثمان لم يتم الا بعد الساعة الخامسة والنصف، والمتوفى عامل من جنسية عربية، رحمه الله تعالى، وحيد «ما حوله جماعة». هذه الحادثة وقعت السبت الماضي وعلمت بها من رسالة قارئ ثقة بعد مقال، «مصابون ومتوفون.. الهم واحد». وبالبحث علمت ان الفصل في مثل هذه الحادثة يتم من خلال الطب الشرعي التابع لوزارة الصحة، صلى المصلون أكثر من فرض بجوار الميت. والصحة ترفع شعار مملكة الإنسانية، فلا المرضى حصلوا على الحقوق مع شعار «المريض أولاً»، ولا المتوفون تم احترامهم.
لقد تم التركيز في الفترة الماضية على قضايا الأخطاء الطبية عند استعراض تردي الخدمات الصحية في السعودية، فهي قاتلة وموجعة مع شعور لأهالي ضحايا الأخطاء الطبية بفقدان الإحساس بمصابهم، وإجحاف يصدر بأحكام اللجان الطبية الشرعية، ترافق ذلك مع التركيز على محاولات «صحية» للتخفيف بالقول ان هناك استهدافاً وتضخيماً، لكن من القليل النادر أن يتم الحديث عن أخطاء التشخيص الطبي الذي سلّم الله منه.
في الغالب لكل شخص قصة مع تشخيص طبي خاطئ سواء في القطاع الحكومي أو الخاص، ولكل مستشفى شهرة ما! الحالات نسبية
، كثير من الناس يفوض أمره إلى الله تعالى، من دون لجوء لرفع القضايا، فتكاد تصبح أخطاء التشخيص الطبي غير المنتهي بالموت او العجز من «عدوى المستشفيات»!
مريض يشكو من آلام مبرحة في عموده الفقري تستلزم «لهم» مسكنات، وأمراض أخرى يراجع مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض لأجلها، كان يخبرني - مبتسماً - انه لم يجد موعداً في المستشفى إلا بعد خمسة شهور، مع ان لديه إحالة داخلية مستعجلة، ولم استغرب، تعاملت مثلما يتعامل موظفو القطاع الصحي الحكومي والخاص «إذا ما كان عندك فلوس»، حالة تكيف قسري، ويظهر ان برودي المصطنع أثاره، فروى لي قصة أخيه مع التشخيص الطبي، دخل الرجل إلى مستشفى الحرس الوطني بالرياض فشخصت حالته على انها سرطان في القولون ولابد من استئصاله فوراً، تعثرت محاولاته للسفر الى الخارج، بالواسطة اطلع مسؤول كبير في الصحة على ملفه فأكد الأخير انه لا يحتاج الى السفر والعملية بسيطة يمكن إجراؤها في الداخل، لكن شقيقه أقنعه بالذهاب الى ألمانيا، هناك تم الكشف عليه ووجد ان لديه حصوات في المرارة وفتح البطن للتأكد، اجريت له العملية وهو بخير ولله الحمد «والربع حاطين عينهم على القولون».
فالله المستعان.
www.asuwayed.com
http://international.daralhayat.com/...article/185912