200 مشتكٍ فقط
هاشم الجحدلـــي
الخبر الذي نشرته «عكاظ» أمس وحمل عنوان
(200 مستهلك فقط يبلغون عن غلاء الأسعار) لا يمكن أن يمر مرور الكرام في ظل واقع اقتصادي نعرف جميعا ما يدور في ظاهره وباطنه من تحايل وتلاعب بالأسعار وغش وتدليس بالمواصفات والمقاييس حتى تواريخ الإنتاج، لذلك يبدو الخبر ناقصا ويحتاج إلى تفاصيل وخلفيات أخرى يجب الوقوف عليها، لنعرف
ما السبب الذي جعل 200 شخص فقط من بين أكثر من 27 مليون بني آدم يشتكون من غلاء الأسعار فقط، وهذا ما يدفعنا لطرح التصورات والتوقعات التالية:
1 ــ يأس المواطن والمقيم من عدم جدوى الشكوى تماما؛ لأنه لا فعالية لهذا الفعل البتة، وبالتالي لا داعي لضياع الجهد فيما لا ينفع أبدا- وهذا محتمل.
2 ــ قدرة المواطن والمقيم على تحمل تكاليف الغلاء مهما ارتفعت ــ وهذا مستبعد تماما.
3 ــ عدم وجود نتائج جدية للشكوى، والدليل أن الـ 200 شخص الذين شكوا لم نعرف محصلة شكواهم ــ وهذا معقول أيضا.
4 ــ إن المواطنين والمقيمين لا يعرفون الشراء في هذا الشهر، لذلك لم نسمع لهم صوتا ــ هذا مستحيل.
5 ــ إن الذين اشتكوا يقدرون بعشرات الآلاف ولكن للأسف لم ينصت لصوتهم أحد ــ وهذا الأقرب للحقيقة.
وبين هذه الاحتمالات الخمسة واحتمالات أخرى،
يظل المواطن والمقيم يتساءلان: ماذا بعد أن اشتكى هؤلاء، هل هناك جديد في الأمر، أم الأمر ما زال على ما هو عليه حتى رمضان المقبل..
وكل رمضان وأنتم بخير.
http://www.okaz.com.sa/new/Issues/20...0816367657.htm