فصل ( البلطجي) أهم من فصل السيامي..!!!


كتب ( رئيس التحرير)-




دون أن نسمع قراءة متكافئة لكافة أطراف حادثة العراك التي حدثت بين مدير صحة القصيم وحارسا لأمن مستشفى الملك سعود بمحافظة عنيزة , لايمكن الجزم بتعليق نقدي مركز على القضية التي لايزال صوت مدير عام صحة القصيم فيها غائبا - على الأقل بالنسبة للإعلام- وهو ما يعني ضرورة التريث في اصدار الأحكام وتجسيدا لعدم التهليل أوالفرح بخطأ الإنسان , بل محاولة تقويمه لكي لايقع مرة أخرى ويصبح وجها (للفشيلة) له وللمكان الذي أتى منه..!!

ذات مساء بارد كان الدكتور هشام ناضرة مدير صحة القصيم - سابقا- واقفا عند باب إسكان مستشفى بريدة المركزي لتفقده بشكل مفاجيء ولدى طلبه من حارس الأمن فتح الباب سمع الجواب صريحا : عفوا لايمكنك الدخول فأنت لاتحمل تصريحا..!!
لم يتفقد الدكتور ناضرة قدميه باحثا عن (نعله) لكي يجعلها وسما بجبهة حارس الأمن !! بل عاد وبهدوء تام لمركز الطواريء وطلب مديره وابلغه بأن يتم تعريف حارس الأمن بشخصيته كمديرعام مع التأكيد على أن يتم تبليغ الحارس بأن له مكافأة سخية على أمانته وترقية مستحقة وترسيما بالوظيفة..!!
هذا النموذج الإداري وصل الآن ليكون قائدا لصحة العاصمة الرياض أحد أكبر العواصم بالعالم مساندا للأمير سلمان بن عبد العزيز ومرشح كبير ليخطف أحد أهم المناصب بالوزارة فقط لأن عقله ليس (نعلا) بل عقل رجل يحمل من الحكمة واللين وحسن التصرف الشيء الكثير ..

لست مدافعا عن مدير صحة القصيم الحالي لكنني أجزم أن صمته حيال القضية يلزمنا بعدم اتخاذ أي موقف حتى تتضح الرؤية مع إيماني التام بأن حارس الأمن لاناقة له ولاجمل تدعوه للكذب أو الافتراء لكن العدل النقدي يوجب الانتظار الرسمي قبل أن نبدأ ببمارسة التعليق الذي يكشف لنا جوانب القضية المظلمة كي لايصل مداها لجوانب مضيئة أخرى فيحرقها وهي ليست ناقصة..!!

وزير الصحة الدكتور الربيعة مشغول بالسياميين وفصلهم وهو أمر يرفع الرأس ويشرف الوطن وأرى أن فصل من يسيء للصحة في السعودية من خلال الأعمال البلطجية أهم من فصل سياميين على اعتبار أن نشوء ظاهرة البلطجة ستزيد الملفات السوداء للصحة عبئا إضافيا يضاف إلى الأخطاء الطبية والدكاترة المزيفين وتحول المستشفيات لساحة غزل ومساحيق تجميل بين العاملين - خاصة السعوديين والسعوديات- وتسمية الكثير من المستشفيات بالمقاصب كما هو حال مستشفى الملك فهد التخصصي بمدينة بريدة - مثلا-..!!

وإذا كانت (النعل) قد برقت بغيمتها السوداء- بحسب ماتناقله الإعلام- لتعلن ميلاد مطر الحقيقة التي يجب أن يدركها معالي الوزير والتي تتضمن الوقوف بجدية ضد هشاشة الإدارة الصحية في البلاد واعتبارها مصدر البلاء الأول الذي ينهش بلحم وزارة الصحة مما جعلها هيكلا عظميا يكسوه النفاق الإعلامي لحما..!!

ثق ايها الوزير أنك لن تنجح بإدارة وزارة الصحة دون أن تجتث سوس الإدارة في المناطق التي تتقاطر طلبا للعلاج في العاصمة الرياض في منظر يشبه إلى حد كبير الهرولة نحو صاحب جاه ومال لطلب الصدقة منه !! ويالها من صورة مخزية لشعب يتسول العلاج الصحيح - وهو ملكه- بل ربما يتذلل من أجله ..!!

قبل الطبع :


إن لم تستطع أن تربي فلا تنجب..!!


سلطان إبراهيم المهوس

burnews@hotmail.com


http://www.burnews.com/news.php?action=show&id=14263