العودة   منتدى مقاطعة > مجتمع مقاطعة التفاعلي > خلوها تصدي > حلحلة (خلوها تصدي ) وفساد من نوع آخر!!

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16-01-2010, 09:07 PM   #1
الصامـد الواثـق
مقاطع جديد
 
الصورة الرمزية الصامـد الواثـق
 
رقـم العضويــة: 13325
تاريخ التسجيل: Sep 2009
المشـــاركـات: 16

Post حلحلة (خلوها تصدي ) وفساد من نوع آخر!!

صدمة عنيفة واجهتها حملة (خلوها تصدي) التي أطلقها الشباب السعودي قبل فترة ، كأفضل أسلوب حضاري لمواجهة الجشع والطمع والغلاء غير المبرر الذي يمارسه بعض محتكري استيراد السيارات و ووكلاء بيعها في المملكة ، حيث قوبلت بفهم غريب ، وتفسير غير منطقي ، فأوقفتها (التجارة ) التي كان من المفترض أن تناصرها، خصوصا أنها اتخذت وسائل حضارية رائدة وراقية ، مثلت بادرة طيبة وجدت الثناء والإعجاب من أبناء كثير من الدول العربية الذين نظروا إليها بعين الإعجاب والتقدير .

وزارة التجارة المقدرة قابلت الحملة بالقمع والإسكات وإغلاق المنافذ أمامها وكتم أنفاسها وكبت حركتها ، اعتقادا منها أنها الخطر الذي سيدمر كل شيء ، وناصبتها العداء قبل أن تتريث وتدرس أهدافها ، والنتائج التي يمكن أن تحققها ، والمصلحة التي يمكن أن تعود على عامة المواطنين من وراء تلك الحملة الراقية ، بل أعطت الوزارة نفسها حق الردع والكبت واستخدمت صلاحياتها وسلطاتها ومنابرها وإمكانياتها لإيقاف الحملة وصدها عن أهدافها .

الحملة وجدت الإشادة من قطاعات عديدة ومستويات مختلفة ، حتى بعض شركات السيارات التي استفادت منها دعائيا ، كما أن الحملة تعتبر حققت رسالتها وآتت ثمارها ومعنويا استطاعت أن تجيب عن تساؤلات قطاع عريض من المواطنين .

كان من المفترض ان تواجهها الوزارة والجهات الرسمية بشيء من التقدير باعتبارها وسيلة حضارية ونوع من الابتكار في مواجهة الأزمات وموجات الغلاء الاحتكار ، لكن للأسف سعت الوزارة ومن وراءها الى تفكيك الحملة وقصقصة أجنحتها وتقليم أظافرها ونتف ريشها وجعلها تنكفئ ولا تؤدي رسالتها ولا تحقق أهدافها ، ظنا منها أن هذا الأسلوب هو المناسب للتعامل مع مثل هذه الحملات ، ولكن كانت النتيجة عكسية ، حيث أن الرسالة وصلت الى أوسع نطاق حينما كانت الوزارة والتجار يتبادلون الردود والخطابات بأياد مرتجفة ، وقولب (وجلة) حول خطورة الحملة وأهدافها ، واستقرت تلك الرسالة في وجدان الناس ، ووعيها الملايين من الناس وحقت أهدافها ، غير أن أسلوب التعامل معها لم يكن حضاريا مثلها ، وهنا أستطيع القول ان الحملة الإعلامية هزمت وزارة التجارة واستفزت بعض المتضررين من تلك الحملة ، المستفيدين من جشع التجار وطمعهم ومن غلاء أسعار السيارات الذين أغضبهم سريان الحملة وسط قطاعات المجتمع المختلفة سريان النار في الهشيم ، فكان الحل في نظرهم ، هو إيقاف الحملة وإراحة الدماغ من الوجع ، وإزالة مهددات (المصالح) بأسهل الطرق ، وهذا ـ بالطبع ـ ليس الحل الذي كان ينتظره الشرفاء من أبناء الوطن الذين فكروا في هذه الحملة النظيفة الراقية التي تعبر عن المستوى الحضاري للمواطن السعودي الذي أكبره فيه أشقاؤه من الدول العربية الذين تابعوا الحملة وغيرها من الحملات التي كان السعوديون روادا فيها .

الحلحلة التي اتخذتها (التجارة ) هي عين الفساد ، والوسائل التي اتخذت بشأنها ما هي ألا نوع من أنواع الفساد كون المستفيدون من الوضع لا يرضون أن تصحح الأوضاع ، ليس لأن الحملة فيها خلل او أنها مخالفة للقوانين ، بل لأنها ستقضي على مصالح مصاصي الدماء ،الذين يشربون دم المواطن ، ليصب في شرايينهم التي لا تمتلئ ، وأرصدتهم التي لا تقف عند حد ، وأطماعهم غير المتناهية .

هكذا تم قمع الحملة النظيفة، بوسائل غير نظيفة ، وهكذا أخمدت النوايا الحسنة ،الطيبة الحضارية ، بمخالب جارحة خبيثة، ونوايا سيئة ،وبوسائل مخجلة، وبأحقاد وخوف على المصالح المشبوهة ،وحفاظ على العلاقات غير النزيهة ، إنها حلحلة وزارة التجارة وزبانيتها،وهذه خطتها لحل المشكلات التي تواجه المستهلك ، وسياستها لحمايته والدفاع عنه، لأن المستهلك في نظرها (أي التجارة) هو صاحب الملايين أو المليارات ، وليس الضعيف الذي يسعى للحصول على مركبة يتوصل بها ، ويوصل بها أهله بطريقة مناسبة وأسعار في متناول اليد .

لقد رسبت (التجارة ) بجدارة في واحد من الاختبارات المهمة في تاريخها ، وحصلت على درجات مخجلة جدا ، بعكس ما حصلت عليه من (درجات) لدى المستفيدين من الغلاء والجشع والطمع وإذلال المواطن صاحب الحق في التسهيلات التي تمنح لكل من يتولون تقديم خدمات في هذه الدولة النفطية الغنية .

لقد حملت التجارة ومن على شاكلتها وزرها وأوزار التجار الجشعين الذين كانوا يقفون خلف حلولها التي جابهت بها حملة (خلوها تصدي) ويبدو أن الصدأ على جسم السيارات الناعمة أكثر أذى لدى الوزارة مما أصاب المواطنين جراء غلاء السيارات في المملكة وهم يتابعون انخفاض الأسعار في كل أنحاء العالم ، حتى لدى دول الجوار .

إذا كانت الحلول المنتظرة لقضايا المواطنين المتعلقة بوزارة التجارة هي على شاكلة حلحلة (خلوها تصدي) فابشر بطول سلامة أيها الغلاء الفاحش ، فبئست الحلول ، وبئس الأمل المعقود في حماية المستهلك من جور التجار الجشعين ، ولعمري أي فساد أكثر من هذا وأي حلول أسوأ من هذه الحلول ؟ وإذا كانت هذه هي حلول التجارة وهي تواجه أكبر موجة لرفع الأسعار منذ سنوات طويلة ، فإنها تكون أول المخالفين لتوجيهات وأوامر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي أعلن حربا لا هوادة فيها على الفساد بكل أشكاله وألوانه وأنواعه .

لقد أخطأت (التجارة ) حساباتها في اختيار الوسيلة للتعامل مع حملة (خلوها تصدي) وكشفت عن قدرتها على الحلول ، وبينت أن حلولها ما هي إلا امتداد للفساد الذي يجار الناس منه ويشتكون ، ولكن لمن يشتكون وقد استحال الحامي إلى عدو، والحكم إلى خصم، ومن يرجى منه دحر الفساد إذا به يعمل على حمايته وتوفير الدعم له وصد الهجمات عنه والعمل على راحته.

حقا مثل هذه الحلول المخجلة ، هي نوع من الفساد ،الذي يرجى محاربته ،وهي اختبارات وضعت إمكانيات الوزارة ، بل نواياها ونزاهتها ، وحمايتها للمستهلك في ميزان حساس جدا.

ابراهيم المعطش
رئيس تحرير مجلة نون الاسلامية
Tb787@hotmail.com
http://www.sabq.org/sabq/user/article?id=68

___________________________

وتستمر المقاطعة مع نزول موديلات 2010
ومـن يهن يسهل الهوان عليـه مالجرح بميت إيـلام

إذا غامرت في شرف مروم فلاتقنع بما دون النجوم

ومن يتهيب صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر
الصامـد الواثـق غير متواجد حالياً  
 

مواقع النشر

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:17 PM.