مقاطع جديد
رقـم العضويــة: 10004
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشـــاركـات: 10
|
سرقة المواطن باسم الوطنية !
سرقة المواطن باسم الوطنية !
وانفرطت سبحة الجشع, وبدأ التجار يكشرون عن أنيابهم استعدادا للانقضاض على الفريسة وهي المواطن الذي لا حول له ولا قوة, بل إنهم انقضوا فعلا .. فأعلنت شركة البيبسي ثم تبعتها شركة الكوكا كولا رفع الأسعار بنسبة 50%, وسيتبعها شركات وشركات, وسيرفع التجار الأسعار بعد أن جسّت لهم شركة البيبسي النبض, ووضحت لهم أن المواطن المغلوب على أمره لا حامي له ولا نصير من مجرمي التجارة, خصوصا بعد ما (طقعت) شركة البيبسي في لحية وزير التجارة ومسؤوله رفيع المستوى الذي أعلن رفض وزارته لزيادة الشركة بحجة عدم وجود مبرر مقنع لرفع السعر, عندما صرح بـ (أن الوزارة أبدت استغرابها من هذا التحرك لرفع أسعار مشروبات بيبسي وخاطبت الشركة المصنعة للاستيضاح عن صحة الأمر وأسبابه. وأكد المسؤول أن الوزارة ستصدر مزيدا من الايضاحات خلال الأيام المقبلة وموقفها من هذا الارتفاع في الأسعار غير المبرر, موضحا أن الوزارة لن تتعجل في اتخاذ قرارات حتى تتبين صحة الأخبار وخلفياته من الشركة المصنعة) ..
ويبدو أن الشركة النافذة بعد أن ابتسمت ابتسامة الاستخفاف طبعا ـ كما ابتسم كل المواطنين العارفين بضعف وزارة التجارة ـ من هذا التصريح الرافض لخطوتها الاستغلالية, يبدو أنها (ورّته طريف السكين!) فسكت هذا المسؤول الرفيع, ويبدو أنه لا يزال يتحرى صحة الأخبار, حتى لا (يستاثم) بالشركة ويجعلها عبرة لمن اعتبر! يا أخي (إذا كنت منتب قد الكلام فلا تتكلم!) ..
شركة البيبسي صاحبها المعلن هم أسرة الجميح, والجميح هم وكيل جنرال موتورز في المملكة, وفي العام الماضي رأينا تحالفهم القبيح مع جميل وغيره ممن ينضوون تحت لواء ما يُسمى (اتحاد وكلاء السيارات) وهو اتحاد غير نظامي, فتحدوا الأمة كلها, وأصروا على رفع أسعار السيارات في الوقت الذي كانت الدنيا كلها تخفضها, لا لشيء إلا لـ (دق خشم المواطن التعيس) وامتصاص مدخراته القليلة ..
وعلى الرغم من نجاح المقاطعة بدرجة عالية, وشهادات محايدة, إلا أن أولئك الجشعين لم يغيروا من موقفهم, لأن مكاسبهم الفلكية السابقة لم تشعرهم بالخسائر مع أنها كانت فادحة بدليل أرقامهم وتقاريرهم هم وتقارير المحايدين الراصدين للحركة الاقتصادية في المنطقة ..
صدقوني .. أعظم الشركات المذلّة للمواطن هي الشركات الوطنية, فالوطنية صارت رمزا للاستغلال المفرط للأسف .. فالشركات الوطنية التي تنتج (السكر) وتقودها شركة صافولا الانتهازية, كانت ولا تزال وستظل ربما, تتلاعب بالأسعار على ما تشاء, ويبدو والله أعلم أنها كغيرها من الشركات الكبرى في المملكة (فوق القانون), وابن أبوه يرفع خشمه!
قبل ظهور مشاريع الدجاج المحلية كالوطنية وغيرها كان كرتون الدجاج الفرنسي والبرازيلي لا يتجاوز سعره الأربعين ريالا, فلما ظهرت تلك المشاريع الوطنية استصدرت قرارا من وزارة التجارة لرفع الجمارك على الدجاج المستورد, لحماية المنتج الوطني ـ زعموا ـ والحقيقة هي مساعدة التاجر الوطني الجشع على افتراس المواطن الغلبان .. واعتدنا منذ بدء الطفرة والانفتاح الاقتصادي في المملكة على تكتيف الدولة ـ ممثلة بوزارات الخدمات ـ المواطن ليلتهمه التاجر ..!
قبل ظهور الشركات الوطنية كانت الأسعار معتدلة معقولة, وبعد ظهور تلك الشركات ارتفعت الأسعار بشكل لا يُصدق, وقد يقول قائل إن الدولة كانت تدعم السلع, والجواب إن رفع الدعم لا يؤدي إلى هذا الارتفاع غير المعقول في الأسعار ..
لسنا ضد الوطنية لكننا نرفض أن نؤكل باسم الوطنية .. ونرفض أن يتلاعب التجار الذين لا يدفعون ضرائب كما يدفعها تجار الدول الأخرى, وليس لهم أي دور اجتماعي في البلد إلا عن طريق المنّة والترزز والدعاية فقط, بالأسعار كما يشاؤون آمنين من عقوبة الدولة بعد أن روَّضوا كثيرا من المسؤولين, عن طريق الترغيب والترهيب ..
اليوم شركة البيبسي والكوكا كولا, وأمس تجار الرز والحليب, وأمس واليوم وغدا شركات السكر, وغدا سيتتابع التجار في رفع الأسعار, سيظل المواطن ضحية لتآمر التاجر مع المسؤول, هذا برفع الأسعار, وهذا بغض الطرف عنه, أو بامتصاص غضب الشارع عن طريق إصدار تصريح خال من المحتوى كتصريح هذا المسؤول الرفيع في وزارة التجارة, يكسب به البسطاء, وتضيع السالفة ويسرح التجار ويمرحون بلا حسيب ولا رقيب ..
لذلك أظن جازما أنه لا يردع التاجر المعتدي إلا المقاطعة القوية, ومن ينتظر وقوف الجهات الرسمية للتدخل وحماية المواطن من جشع المستهلك, فإنه كمن يستجير من المجرم بالشريك ..
أعلم أننا شعب لا يجيد فن الحرب عن طريق المقاطعة, وأننا بدائيون في هذا المجال, وأننا عاطفيون نتحمس لقضية ما في لحظة ما ثم ما تلبث حماساتنا أن تخمد بعد قليل .. وأعلم أن كثيرا منا يعلنون المقاطعة ويكتبون ويقولون مؤكدين على التزامهم بما يقولون, لكنهم لا يُنفذون ..
أعلم كل هذا .. لكن لا بأس فإقناع الناس, وتثقيفهم في هذا المجال يحتاج وقتا طويلا .. ولو تمت المقاطعة ولو بنسبة 50% لتأدب الجشعون وأعلنوا التوبة ..!
حسبنا الله ونعم الوكيل ..
|
|
|