أقدم "معروضي" هذا.. وبه...!
الكاتب محمد الرطيان
(1)
عندما يتدخل الملك شخصياً لعلاج مريض.. هناك خلل ما في الخدمة الصحية.
عندما يحتاج علاج مريض إلى أمر ملكي.. هناك خلل ما.
عندما يستنجد المواطن بصحيفة إلكترونية، أو عبر صفحات القراء في صحيفة محلية، وذلك لعلاج ابنه.. هناك خلل ما.
عندما يقوم أمير، أو رجل أعمال، أو أي شخص بدفع تكاليف علاج مواطن...
سأصرخ بأعلى صوتي، وأقول: هنالك خلل ما.. خلل كبير في الخدمة الصحية التي تـُقدم للمواطن السعودي.
(2)
أنا مواطن بسيط، أعيش في جهة نائية من جهات الوطن، ولذلك لا أستطيع أن أصل إلى الملك،
وليست لي علاقات مع كبار الأسماء في البلد (وما عندي واسطة)
ولست صديقا أو مرافقاً للأثرياء حتى يتكفلوا بعلاج أحد مرضاي.. فماذا سأفعل؟
ومتى ستنتهي عبارة "لا يوجد سرير"؟!
أليس من حق أي مواطن على هذا الوطن أن يكفل له "سريراً" عند مرضه؟
لماذا يظهر هذا "السرير" فجأة ويصبح متوفراً عند وصول "أمر" ما ؟!
من الذي يمنعني من الوصول إلى هذا "السرير".. ويجعله متوفراً لغيري؟!
أين تذهب المليارات التي تُصرف على القطاع الصحي؟
لماذا أجبر على تقبيل ألف أنف وأنف؟.. وكتابة "المعاريض"؟
واستجداء المسؤولين حتى يصل مريضي إلى هذا "السرير" الخرافي؟!
(3)
الوطن ليس شعارات براقة..
وأغنيات حماسية يرددها مطرب "متعاف وشبعان"!
الوطن: هو من يقدم لك الرغيف، والمقعد المدرسي، والسرير في المستشفى..
دون أن ينتظر منك أن تكتب في حضرته قصيدة نبطية عصماء!
هذا ما تفعله أفقر البلاد.. أن تقدم لمواطنيها:
حق التعليم، وحق العلاج عند المرض.(4)
هناك خلل ما:
والعلاج.. بحاجة إلى علاج