19-08-2009, 12:42 PM
|
#1
|
مشرف
رقـم العضويــة: 6840
تاريخ التسجيل: Dec 2007
المشـــاركـات: 9,668
|
من أين لك هذا يا معالي الأمين..؟
يتملَّك المشاهد من الطائرة لـ (مساحة مخططات جنوب وشمال المدينة المنورة) العجب حينما يرى المساحات الشاسعة من المخططات؛ بينما تَدْفع أمانة المدينة المنورة بذوي الدخل (المفقود) إلى مسافة أكثر من ستين كيلو متر خارج النطاق العمراني لـ الـمدينة المنورة.
تخيَّلوا مواطن ينتظر حقه في بعض مترات مربعة من أرض وطنه منذ خمسة عشر سنة أو أكثر ثم يفاجأ أنَّ الأمانة تزف له البشرى بخروج هذه (المنحة) في مخطط يبعد عن النطاق العمراني لـ الصويدرة (60كم من المدينة المنورة) أو لـ آبار الماشي (50كم من المدينة المنورة) عشرات الكيلو مترات, ثم تلزمه الأمانة أيضاً بدفع الفرق في مساحة الأرض المقرَّرة له في حالة الزيادة؟
لاشك أنه ستعرُوكم هزة كانتفاض العصفور إذا بلله القطر.
فقط .. استشعروا خيبة الأمل التي تعلو ذلك المواطن.
تحدَّثتُ مع أحد المستبشرين بعملية توزيع الأراضي عن طريق القرعة, وكان يتحدث بفخر كيف أنَّ أمانة المدينة المنورة انتهجت مبدأ القرعة في التوزيع أخذا بمنهج العدل بين الناس.
قلت له: ومنذ متى؟
قال: منذ هذا العام!!
فأدركت أن أمانة المدينة المنورة حينما اعتمدت القرعة بعد عقدين من التوزيع العشوائي كادت أن تنتهي بل انتهت من منح كل (المميزين المحظوظين) الذين تربَّعوا في أفخم وأفخر المواقع كالمنطقة المركزية للحرم أو على الشوارع الدائرية أو في مخططات النخبة كالهدى الذي مَنَح فيه الأمينُ نفسَه أوسع وأعلى الأراضي مع مجموعة من أقاربه وموظفيه وغيرهم.
وحين اعتمدت أمانة المدينة المنورة ـ حسب ما تزعم ـ كل نطاق المدينة المنورة؛ أرادت عندها أن تُحقِّق العدل فاعتمدت القرعة في (الصويدرة) و (آبار الماشي) فقط بين معدومي الواسطة والفقراء والأرامل من أبناء الوطن.
والحال يشهد. والواقع لا يكذب. أنَّ كثيراً من الناس لازال يمتنح داخل المدينة المنورة استناداً على الصلاحية الممنوحة لمعالي الأمين.
فماذا تعني الصلاحية التي تمنح الناس مالا تمنح غيرهم ؟
الصلاحية هي : منح التصرُّف في شأنٍ ما من صاحبه إلى غيره.
وهي أمانة في عنق من يتحمَّلها سيسأله الله عنها.
وحينما يثق ولاة الأمر بالذين مُنحوا منهم الصلاحيات للقيام على خدمة المواطنين والمواطنات؛ فإن الواجب على أولئك المسئولين أن يستشعروا عظم الأمانة وضخامة المسئولية.
وأن يعلم الناس أن ولي الأمر حينما أستوزر أو منح الصلاحيات؛ لم يستوزر أو يمنح الصلاحيات لملائكة من السماء؛ بل هم رجال من الشعب حمَّلهم ولي الأمر الأمانة فكانوا حجاباً له من النار فيما لو لم يحملوها كما يرضي الله جل وعلا.
مع يقيني أننا بحاجة إلى منهجية عمر رضي الله عنه في سياسة (من أين لك هذا؟) لأن الله جل وعلا يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن.
فما أحوجنا لـ لجان تنتهج مبدأ الفاروق؛ لتجوب البلاد طولها و عرضها لتسأل (البعض) من أين لك هذا؟
نمر السحيمي
الوئام الإلكترونية
|
|
|
|
___________________________
|
|
|