سعوديون - الرياض - محمد الظفيري:

شهدت المملكة العربية السعودية في الفترة الاخيرة حملة الكترونية ضد وكلاء السيارات الكبرى في المملكة ، ردا على ما عتبروه زيادة مبالغ فيها من قبل التجار في اسعار بيع السيارات ، وهذه الحملة التي انطلقت تحت شعار "خليها تصدي" حظيت باهتمام وزخم اعلامي كبير في المنتديات والمدونات ، والتي اعتبرتها رد فعل طبيعي يهدف الى اعادة تقويم السوق ومواجهة جشع التجار وفق آليات جديدة تقوم على "المقاطعة" التي من شأنها خفض الاسعار بما يتوازى مع مثيلاتها في الاسواق العالمية التي لم تشهد ارتفاعات مماثلة لما شهدته السوق السعودية.

وقد أعدت وزارة الثقافة والاعلام السعودية تقريرا يتضمن تحليلا واقعيا لحملة "خليها تصدي" وصداها في الصحف والمواقع والمنتديات والمدونات، وقد رفعت الوزارة هذا التقرير الى الجهات المعنية ، حيث يتضح من قراءة التقرير الذي اطلعت شبكة "سعوديون" عليه أن وزارة الثقافة والاعلام تبارك هذه الحملة وترى القيام بمثيل لها في السلع الاخرى التي تشهد أسعارها ارتفاع غير مبرر خاصة في ظل العولمة الاقتصادية والتي يكون السلاح الشعبي لمحاربة الجشع من أفضل الوسائل لحماية المستهلك السعودي من جشع التجار.

وفي قراءة للتناول الصحفي لحملة "خليها تصدي" والتي حسب تقرير الوزارة جاء رصدا موضوعيا لما تناولته الصحف والمواقع الالكترونية ، يتبين ان الحملة قد حظيت بالمواقف الايجابية بنسبة تتجاوز 98% من المواد التي تناولت الحملة ، مشيرا الى أن المواقع غير السعودية لم تتناول الحملة .

وذكر التقرير أن الاراء حول الحملة في الصحف المطبوعة غلبت على التغطية الخبرية بل انها معدومة في بعض الصحف ، وقالت أن جرائد (الجزيرة والمدينة واليوم) قد تناولت الحملة في ظل غياب لجريدتي الرياض والبلاد من الصحف السعودية.

وقال التقرير أن المواد في الصحف المطبوعة ابرزت نقاطا ايجابية رئيسية منها :
- يجب النظر بكثير من الاحترام الى الظاهرة الجديدة في سلوكيات المواطن وأن رد الفعل من الجماهير يستحق التأمل والتشجيع ، وأن المواطن السعودي لو توفرت له الامكانات والمعلومات يستطيع الدفاع عن حقوقه.
- أن الحملة جاءت لمواجهة جشع الوكالات ، مما يولد وعي استهلاكي لا بد أن يدفع وزارة التجارة والصناعة أن تفتح أبوابها لملفات معاناة المواطنين.
- يجب تشجيع مثل هذه الحملات.
- يجب على وكلاء السيارات أن يراجعوا حساباتهم ويصبح لديهم اهتمام كبير بالعميل ، وألا يبتركوا حملات مضادة تعاديهم.
- أن الحملة كشفت عن غياب واضح لدور جمعيات حقوق المستهلك رغم اقرار الانظمة المنظمة لها من قبل مجلس الشورى.

وبالنسبة للمواقع الالكترونية ، فقد أوضح التقرير أن تغطيتها للحملة اتسم برصد الافعال سواء عند المواطنين أو وكلاء شركات السيارات ، ففي حين أن المواطنين كانوا متفاعلين مع الحملة بشكل ايجابي الا أن التجار كانوا في الموقف السلبي منها ، وضرب التقرير مثلا بموقع "ايلاف" الذي أورد خبرا مفاده أن مذيع قناة "الاخبارية" جمال المعيقل حاول في برنامجه "اقتصاديات" الاتصال بأربعة من وكلاء السيارات وجميعهم رفض المشاركة معللين رفضهم بأنه " لا يجب أن تصل فكرة كهذه الى المواطن" يقصد الحملة. ووصف موقع "معولمات مباشر" بأن الحملة عاطفية ، ولن تغير شيئا، بحجة أن وكلاء السيارات يدركون مخاطر تجارتهم ، باعتبار أن السوق تنافسية ، ويحدد الاسعار العرض والطلب.

أما المنتديات الاكترونية ، فقال التقرير أنها شهدت زخما جماهيريا حيث الغالبية تؤيد الحملة ، مطالبين بمقاومة تجار السيارات وتحديهم لرفع اسعارها. وقال التقرير أن بعض المنتديات أبرزت تعاطي وسائل الاعلام المسموعة منها والمقروءة مع الحملة ، وضرب مثلا باذاعة الام بي سي اف ام ، التي أوردت قيام مجموعة من شباب المملكة بعقد حملة ضد معارض السيارات ، كما اتهم بعض المؤيدين للحملة السيد عبدالطيف جميل وكيل شركة تيوتا بأن شركته تبيع " طراز سيارات الجي اكس على أنها طراز الجي اكس آر ، وذكر التقرير أن بعض المنتديات أبرزت ما قام به وكلاء السيارات بمخاطبة الصحف لمنع نشر أي تقارير تتعلق بمقاطعة السيارات ملوحين بوقف الاعلانات عن الصحف التي لا تتجاوب مع رغبة الوكلاء. كما أبرزت المنتديات ما لجأت اليه اللجنة الوطنية لوكلاء السيارات بمجالس الغرف ، وبطريقة مكشوفة ، ما زعم أنه بيان رسمي حول أوضاع الاسواق المالية وأنها هي السبب في رفع اسعار السيارات . كمات أبرز أحد المنتديات خطابا موجها الى وزير التجارة من أحد وكلاء السيارات ، عبداللطيف جميل ، يعكس فيه مخاوفه من تأثير الحملة على سوق السيارات.

أما المدونات ، وحسب التقرير ، فهو لم يختلف عن حالها مع المنتديات التي في غالب موادها تؤيد الحملة وتطالب بمقاطعة السيارات في السعودية ، وقد أبرزت المدونات طمع وجشع التجار في المملكة ، وهو السبب الرئيسي في ظهور أول تحد لهم من خلال حملة "خليها تصدي" ، واشار بعض المدونين الى ضعف الرقابة والذي أدى الى تفاقم الوضع ، مشيرا الى أن التجار أصبحوا يتلاعبون في الاسعار لدرجة أن بعض البضائع تباع بربح يفوق 200% ، وأوضح أنه حينما تكون السيارة في أمريكا بسعر 8000 ريال وبالتقسيط وبدون فوائد فانها تباع في السعودية بسعر 170 ألف ريال.



المصدر

http://www.saudiyoon.com/news-action-show-id-4397.htm