سعودي أوجيه والعمالة
عبدالله بن بخيت

تتناقل الصحف أن شركة المقاولات العملاقة سعودي أوجيه تعتزم التعاقد مع ما يزيد على خمسة وعشرين ألف فلبيني(دفعة واحدة)، لتنفيذ مشاريع قيمتها لا تقل عن سبعين ملياراً. لا أعلم هل هذه المشاريع في منطقة واحدة أم في مناطق متفرقة. أيا يكن الحال فإن تدفق عماله بهذه الكمية في وقت واحد على بلد واحد سيقود إلى كثير من المشاكل. من عادة العمال الذي يحضرون في إطار عقود عملاقة يتحولون إلى مصدر قلق على الأمن والسلم الاجتماعي خصوصا أن معظم هؤلاء يكونون في الغالب عزاباً وفي سن الشباب. حياة الشباب الفلبيني اليومية تتطلب شيئا من الترفيه الذي لا يوفره المجتمع السعودي عادة. إذا عرفنا فارق المفاهيم سنعرف المشاكل التي تنتج عن عقد بهذا الضخامة. يذكرني هذا العقد بعقد شركة دونغ أه الكورية(مع فارق قيمة العقد) التي نفذت عدداً من مشاريع الإعمار في المملكة في أواخر السبعينات. الفرق بين سعودي أوجيه وشركة دونغ آه الكورية، ان شركة دونغ آه كانت شركة كورية والعمالة التي كانت تستخدمها كوريون، بينما شركة سعودي أوجيه سعودية التسجيل بإدارة لبنانية وعمالة فلبينية. ساعد التجانس في الشركة الكورية بين العمالة والإدارة على انضباط العمالة والتزامهم بقوانين وأنظمة المملكة. لا يتذكر أحد أن سبب العمال الكوريون أي مشكلة اجتماعية أو أمنية. نفذوا عقودهم واختفوا. الأمر بالنسبة لسعودي أوجيه سيختلف. سعودي أوجيه تأتي بالعمالة من جنسية(فلبينيين) والإدارة من جنسية( لبنانيين) ومقر تنفيذ العقود من جنسية ثالثة ( السعودية). نواجه في هذه الحالة ثلاث ثقافات مما يصعب إدارة العلاقات بينها.

أعتقد أنه من واجب الأخوة في سعودي أوجيه التفاهم مع كثير من الأجهزة ذات الصلة كالأجهزة الأمنية ووزارة الشؤون الاجتماعية ووزارة العمل وغيرها والاتفاق معهم على الكيفية التي سوف يتم فيها إدارة هذا العدد الضخم من العمال. لا شك أن إسناد تنفيذ المشاريع الكبرى على هذه الشركة دون منافسة مع الشركات الأخرى( بالتعميد المباشر) ألقى على هذه الشركة مسؤولية وطنية كبيرة. الله يعينهم! لذا أنصح الشركة أن تفكر في توظيف عدد من المدراء السعوديين لمساندة أخوانهم اللبنانيين. لا أعني طبعا تعيين السعوديين في المناصب القيادية ولكن في بعض المجالات ذات الصلة بالعمالة. فالمدير السعودي سوف يسهم في تخفيف التناقض الذي سينشأ بين الإدارة( لبنانية) والعمالة(فلبينية) والشعب المستهدف بالمشروع( سعودي). أنا على ثقة أن المدير السعودي سيكون بمشيئة الله عونا لأخيه اللبناني وسنداً له. عقد بسبعين ملياراً مع شركة واحدة حصلت عليه بالتعميد المباشر يجعلني متفائلا لأنه يعني أن هناك مشاريع هائلة حتما سيعود كثير منها بالخير والنماء على الجميع شريطة أن نراعي جانب العمالة وما تسببه من مشاكل والله المستعان.


تمنبت على الكاتب عبدالله بن بخيت أن يكون مقاله اكثر حده وان لايخاطب بصفة الترجي للاداره اللبنانيه
أنما يوجه استنكاره في ازدواجيه قرارات وزير العمل .