الشعب السعودي مصاب بالسرطان
اللهم رب النَّاس، أذهب البأس ، اشف وأنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقمًا .
شافاك الله وعافاك أيها الشعب السعودي, فإنك تسجل نسباً عالية في الإصابة بالأدواء المعضلة, فكم نسبة المصابين بك بمرض السكري, ومرض ارتفاع ضغط الدعم, ومرض السرطان, ومرض الفشل الكلوي, وأمراض تظهر بين فينة وأخرى, تنتشر فيك انتشار النار في الهشيم ... ؟
ولسائل أن يسأل ماهذه النِّسب العالية في الإصابة بهذه الأمراض؟ ومن أين أتت؟ وكيف وصلت إلينا بهذا الشكل المريع؟ هل أتت عبر الطعام المستورد؟. هل أتت عبر الممنوعات؟
ربما يجد كلُّ سؤالٍ من هذه الأسئلة أكثر من إجابة, وشواهد من خلال إحصائيات وقضايا وقعت خلال السنوات المنصرمة, فهناك من يتربص بنا الدوائر من الشركات التي لاهم لها إلا انتاج الردي من الغذاء وجمع المال, ودس السمِّ في بضائعها لتُكسب شركة الأدوية مالاً, فشركة الأغذية وشركة الأدوية قد تكونا شركة واحدة؛ ولعل المواطن لايلقي باللوم عليها, فهي من قوم لاخلاق لهم, إنَّما الملامة تقع على الذين أوكلت لهم أمانة وسلامة غذاء هذا الشعب, فمنهم من غفل ونعس, حتى مرت البواخر محملة بالسموم, ولم يفق إلا على أصداء ماوجدوه من أغذية مسرطنة, وهناك من باع أمانته بنفحة من الفوائد المالية_كما تسمى عندهم_, فالأول غفل والثاني خان, فبأي منطق يعيش هؤلاء؟, وبأي منطق ينتسبون إلى الإنسانية؟
وليتهم حين خانوا الغذاء أرخصوا ثمنه, بل تسابقوا في رفع سعره, ليدخل المواطن في دوامة لاتنتهي من البحث عن لقمة العيش, التي قد تكون سبباً في هلاكه, والاقتراض الذي قد يكون سبباً في سجنه, والبحث عن الدواء الذي قد يحصل عليه ورثته بعد موته .
لقد عُرفت سياسة تجويع الشعوب منذ زمن, لكنَّ إِمراضَ الشعوب إضافة لها تسجل براعة اختراعها لمن لاعهد له ولاذمة, ويضاف لهذا وذاك سياسة لادواء لك أيها المواطن إلا بشق الأنفس, فكيف هو الحال في المستشفيات الحكومية, التي يدخلها المريض في وعكة صحية, ويخرج محملاً على الأكتاف ميتاً, إمَّا من إهمال, أو خطأ طبي؟ أم كيف هو الحال في المستشفيات الأهلية؟, التي تذهب مال المريض في فحوصات وأدوية, تكلفه أموالاً لاقبل له بها .
أيُّ وطنية يدعيها من يمرض النَّاس ويفقرهم؟ ثم أيُّ حياة مع هذا الحال الذي تفاقم وأصبح على كل لسان, ودخل كل بيت, فلاتكاد تجلس مع أحد إلا شكى لك من مرض أصابه, ثم شكى لك من تعبه ومعاناته في الحصول على العلاج .
لك الله أيها الشعب فلم يرحمك الصديق قبل العدو, ولم يرحمك أبناؤك الذين لا هم لبعضهم إلا جمع المال على حساب حياتك وصحتك واستقرارك وأسرتك وقيمك وسلوكك .
لك الله أيها الشعب, فهناك وزارة تدخل لك الغذاء المسرطن, وهناك وزارة لاتعالج إصابتك بمرض السرطان.
بقلم
عائض عبدالله القرني
كاتب سعودي
خاص بصحيفة (سبق) الالكترونية