الذين ينتظرون انخفاضا في أسعار السلع عطفا على انخفاض العملات الأجنبية وأسعار النفط وأجور الشحن يعيشون حالة وهم لأن لا شيء عندنا ينخفض ثمنه عندما يرتفع، فالغلاء الذي علق التجار أسبابه على ارتفاع قيمة العملات الأجنبية وأسعار النفط وأجور الشحن كان يفترض أن ينكمش لو كانت هذه عناصر ارتفاعه الوحيدة لولا أن هناك عنصرا أساسيا يستغني التجار عن ذكره بممارسته وهو الجشع!!
في بداية الحديث عن انخفاض أسعار العملات والنفط قالوا لنا أن علينا أن ننتظر، فانخفاض الأسعار لا يمكن أن يتم بين ليلة وضحاها، رغم أن ارتفاع الأسعار كان في لمح البصر، ورغم ذلك فإن أشهرا مرت دون أن نشهد انخفاضا حقيقيا في أسعار السلع بل على العكس هناك من التجار من يلعب لعبة رفع الأسعار في وقتها الضائع!!
و وزارة التجارة ننتظر منها أن تظهر الحزم الدائم في التعامل مع جشع بعض التجار وحماية مصلحة المستهلك!!
أما جمعية حماية المستهلك فلا ننتظر منها أن تلعب أي دور فهي مجرد ديكور، ومن أراد أن يقيس درجة فاعليتها في خدمة المستهلك فليس عليه إلا القيام بجولة في الأسواق للتعرف على حجم الجشع في الأسعار والغش عند البيع والخداع بعد البيع الذي يتعرض له المستهلك دون أن ينصفه أحد أو حتى يعرف لمن يلجأ لإنصافه، فهو واقع دون أن يسمي عليه أحد بين مطرقة الإحتلاب وسندان الإهمال!!
http://www.okaz.com.sa/okaz/osf/2009...0208257469.htm