الأربعاء 17 محرم 1430هـ - 14 يناير2009م - العدد 14814
عودة الى
مقالات اليوم منقول صحيفة الرياض
القافلة تسير
أساليب تسويق ماكرة !..
عبدالله إبراهيم الكعيد
في عالمنا العربي يبدو كل شيء مستوردا من الخارج حتى الأفكار وكأن عقولنا مُعطّلة أو أصابها الترهل بسبب عدم تشغيلها وشحذ قدراتها بالتفكير والابتكار، كل شيء تقريباً يأتينا جاهزاً فأدمّنا تبعاً لذلك الاستهلاك حتى برامج التلفزيون في حقيقتها نُسخاً معرّبة إن لم تكن مشوهة لبرامج أجنبية وأمريكية على وجه التحديد، في مجال التسويق دخلنا معهم حتى جحور الضبان (فلو دخلوا جحر ضبّ لدخلتموه) ابتداءً من شكل وطريقة الإعلان حتى بيع المُنتج وقبض الثمن إلاّ أنهم هناك غالباً ما يصدقون في المعلومات المقدمة للمستهلك وفي حالة ثبوت غش مقصود أو كذب أو تلاعب فالمحاكم تُنصف المتضرر أما هنا فلا يوجد ما يُسمى بثقافة المطالبة بالحقوق وإذا وُجِدتء فإنها قد توأد باجراءات ليس لها أول ولا آخر..! طالعت كاريكاتيراً منقولاً عن صحيفة أجنبية تحت عنوان "تخفيضات وتطبيقات" صوّرت اللوحة رجلاً حائراً أمام متجر وضع على زجاج (الفترينة) ملصقاً مكتوباً عليه (اشتر قطعة واحدة رديئة في المتجر بسعر عال، وخُذ الثانية من هذه الأشياء مجاناً) ولا يحتاج هذا الكلام إلى مزيد من التعليق، بل وجدته يصوّر حقيقة ما يُسمى بالتخفيضات الموسمية أو العروض فحين يجد التاجر أن بضاعة ما قد كسدت أو ضعف الاقبال عليها أو اقتربت مُدّة الصلاحية من الانتهاء فإنه يقوم بكل مكر بارفاق مُنتج تافه معه مثل كأس أو صحن زجاجي أو علبة بسكويت أو مضاعفة نفس المُنتج ويضعها في مكان بارز وبشكل مُغرٍ للمتسوقين فيتهافت الناس على الشراء ويكتشفون متأخرين بأنهم قد بلعوا الطُعم وانضحك عليهم، وأكيد لن يُكلّف أحد نفسه بالشكوى لمعرفته بأن (ما حولك أحد)..! قيل إن الحياة أشبه بحقلٍ من النزاهة ضاع فيه النُزهاء، لهذا يجب أن لا نكون وقوداً يُحرك عجلات الغش والغشاشين فاحذروا الماكرين
14-01-2009, 05:32 AM
أساليب تسويق ماكرة !..
العرض الشجري