كنَّا قبل سنوات نسمع عن جرائم غريبة يقترفها مجرمون محترفون، وسفاحون متهورون في بلاد مجاورة وغير مجاورة فنصاب بالدهشة والعجب، ويحاصرنا الأسى والألم ونتساءل في حيرة لا تخلو من حسرة، تُرى ما الذي أوصل القوم إلى هذا النوع من الجريمة؟!
وما الذي شجع المجرمين على استباحة دماء الناس وأموالهم وانتهاك أعراضهم وحرماتهم ؟!
فإذا بالجميع يطبق على أنَّ إقصاء الشريعة عن الحياة, وتعطيل الحدود عن ساحة القضاء, وتغييب القصاص والقطع والرجم والجلد عن أرض العدالة, هو الذي شجع المجرمين على انتهاك كل حرمة, وإراقة كلّ دم, وإزهاق كل نفس, فضلاً عن هشاشة برامج التربية,وضعف مناهج التعليم , وفتح أبواب الاستيراد بلا ضوابط أو مراقبة حتى دخل الحشيش والحبوب المخدرة وأنواع المخدرات والمسكرات ناهيك عن تسهيل أسباب الفاحشة ومثيرات الغرائز من مسرح ومرقص وكأس وغانية!
وما كنا نسمعه من قبل في بلاد الغير أصبحنا نتابع كثيراً منه كل يوم في بلادنا, فذاك قتل أمه وأختيه وزوجة أبيه تحت تأثير المخدر, وذاك يعذب طفلته حتى الموت, وتلك تحرق زوجها على فراشه في سلسلة من الجريمة تندك من هولها الجبال الصمّ!
فما الذي آل بنا إلى هذه الأوضاع المؤلمة والأحوال المؤسفة؟!
والجواب: «أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَـذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ»
نعم هو من عند أنفسنا فنحن الذين تساهلنا في استقدام كل من هبّ ودب من أنحاء العالم بدعوى العمل وسدّ حاجة السوق, فدخل المجرمون والقتلة، وقادة العصابات والسراق!
فأين اللجان المنظمة وأين التحريات والتحقيقات قبل دخول هؤلاء؟
ونحن الذين تساهلنا في سدِّ منافذنا , وكان الواجب تلمس الطاقات الواعية وتوظيف الكوادر الأمينة, واستئجار الشباب الغيور كشباب الهيئات, حتى يقفوا بالمرصاد لكل من حاول تسويق مخدر أو مسكر أو فلم ساقط أومشهد داعر أو فكر ضال أو كتاب مُحرّض!
ونحن الذين تساهلنا مع كتاب الشر ولصوص الأقلام فقاموا بتدمير القيم الأصيلة والثوابت الراسخة؛ فسخروا من شريعتنا, وضحكوا من ثقافتنا وفتنوا المؤمنين والمؤمنات عن دينهم وعقيدتهم؟!
ونحن الذين شجعنا القنوات الهابطة, ووسائل الإعلام الساقطة أن تمطر بلادنا بساعات البث المخزية حتى أفسدت الشباب والفتيات وأهلكت الحرث والنسل!!
لقد آن الأوان أن نراجع أنفسنا, ونصحح أخطاءنا ونتخلى عن عنادنا وكبريائنا قبل أن ينهار جدار الأمن تماماً، ويخرج الأمر عن نطاق السيطرة!
منقول للفائدة من موقع نور الاسلام