يوسف الكويليت
ارتفعت أسعار النفط في الشهور الماضية إلى ما يقارب مائة وسبعة وأربعين دولاراً للبرميل، وكانت الأسواق العالمية تسير في الاتجاه العادي، وشركاتنا وبنوكنا ومؤسساتنا تعلن أرباحها، وميزانية الدولة واستثماراتها، ومعها دخول المستثمر الأجنبي، وبمعنى أشمل كل المؤشرات كانت تعطي أن يرتفع سوق الأسهم إلى ما يتناسب وهذه الأحوال الدولية، والداخلية، لكن نفاجأ بالسقوط المستمر، وهناك من يقول إن السوق أُشبع بالمساهمات الجديدة، وإن طاقته الاستيعابية غير قادرة على تحمل الجرعة الكبيرة، وقبِلنا بالرأي رغم تبسيطه للأمور..
ثم جاءت العواصف الحادة التي أزالت عروش المال الكبرى لتبدأ الكارثة في العالم حين تساقطت الشركات والصناعات وأعلنت حالات إفلاس وكساد، وقلنا، قبل أن نتأكد من الأضرار التي لحقت بناء إننا جزء من حزمة عالمية، لكن تكشّف أن المملكة أقل المتضررين، لكن سقوط أسعار النفط، غير المتوقع، فرض على الدول المنتجة، في اجتماعين غير متباعدين، تخفيض الإنتاج إلى أربعة ملايين ومائتي ألف برميل، لكن النزول واصل انحداره، بالمقابل جاء صدور الميزانية بأرقام هائلة، وكنا نعتقد أن أول المستجيبين لهذه النتائج هو سوق الأسهم، لكنه فيما يبدو ملحق بأسعار النفط والسوق العالمي، وليس بطبيعة اقتصادنا وسياساتنا النقدية ومشاريعنا المغطاة تكاليفها بالكامل..
كلمة الرياض
http://www.alriyadh.com/2008/12/26article397704.html